الحوثي ليس قويا، الفرص هي الأقوى

09 - فبراير - 2014 , الأحد 04:24 مسائا
3886 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد العمراني ⇐ الحوثي ليس قويا، الفرص هي الأقوى

محمد العمراني
يستفيد الحوثي من حالة اللا ثقة التي تخيم على المشهد السياسي ، حالة التأزم التي ألتي أفرزها مؤتمر الحوار الوطني بين الأحزاب السياسية والتيارات الوطنية التي استهلكها الخلاف .

يستفيد الحوثي من حالة الدولة المنهكة التي تحاول للتو أن تنشأ ، يعمل الرجل ضمن حلف غير وطني مثقل بالثأر و شهوة الانتقام . صالح الذي طردته الثورة من كتب التاريخ والتربية الوطنية وجردته من ألقاب الزور التي كان يمنحها لنفسه ، رجل تحكمه الكراهية وشهوات الثأر ، هو الآخر فرصة أخرى .

يظن صالح أنه يستعمل الحوثي وهو مؤكد ، ويظن الحوثي أن صالح صار ناطقا رسميا باسم الحوثي من خلال ترسانته الإعلامية التي تساند الحوثي وتخترع له العناوين الوطنية الزائفة .

الدولة هي الأخرى التي قامت الثورة بالأساس لتفتش عنها ، صنعت للتو وثيقة العقد الاجتماعي التي انتظرها اليمنيون كي تؤسس لهم دولة تحظى بالممكن من التوافق ، هي الأخرى ليست ضعيفة ، ولكنها تعلم أن الحوثي ليس أكثر من عصابة مستأجرة يمكن أن تدخل البلد في حرب استنزاف لا تفيق منها بسهولة ، هذه فرصة أخرى جعلت الحوثي يبدو متضخما بينما هو يتكاثر على شكل ورم بلا ملامح .

الإصلاح كحزب سيحاول أن يبتعد عن معركة الصراع ، ليس لأن الحوثي قويا ، ليس لانه ضعيفا ، يستطيع الإصلاح أن يحتل من المدن أكثر مما يحتله الحوثي ، لكنه يعلم أن هذه المراهقة ستكسره إلى الأبد يعلم الإصلاح أن المعركة لن تكون مع الحوثي ، ربما يدرك الإصلاح أن الحوثي ليس سوى بروكسي يعمل كمتعهد قتلة يستأجر لتأديب الأطراف التي لا تسلم لكل ما يأتي من خارج الحدود ، حتى وإن كانت الجمهورية اليمنية نفسها .

التوجهات الرامية لتقويض الربيع العربي هي أيضا فرصة أخرى لتجارة رابحة ، فأبناء القبائل الذين تتطاير رؤوسهم في المواقع ليسوا أبناء الحوثي ، هم مجرد جنود يمكن أن نجند بدلا منهم كما قال صالح ذات مرة وهو يفد بأبناء القوات المسلحة في صراعاته المراهقة مع الحوثي ، صراعات التصفيات التي خلقت شبح الحوثي .

بعد هزيمة الأحمر ، وهذه الهزيمة ناشئة بالأساس عن فرصة ، فالأحمر لم يكن بطلا يمكن للناس أن تحارب تحت لوائه وهي تطمئن على الجمهورية التي ستولد من نضالاته! انقسمت القبيلة على نفسها ، تبعا للهوى الجديد والزعامة المزيفة ، انتهى الأحمر كما تقول الصحف ، آخر القوائم السيئة التي كان الناس يرونها كذلك ، آخر العناوين التي كانت توفر للحوثي غطاء مناسبا يمنعه الغطاء الأخلاقي لدى الكثير من السذج .

لا أحد يفكر في أن يحول وطنه لوكيل للموت لحساب دولة أخرى تريد أن تبني مجدها على أنقاض بني أبيه ، من يفعل ذلك لن يكون يمنيا ، ولهذا يفر الجميع من الحرب ويتركون لهذا الموهوم أن يشعر بلذة الانتصار !

الآن ، بقي الحوثي هو السيئ الوحيد الذي يتجول في الأنحاء ويعلن انتصارات الوهم ! ربما تدفعه الحماقة ليفكر في صنعاء التي صارت دون حماية ، كما يظن طبعا !

صنعاء ستعني الدولة ، ستعني المشترك الذي سيبعثه القلق من موته ، ستعني كل الأحزاب السياسية التي لم تكن تريد أن يتحول الوطن لمسرح جريمة ، ستعني رجال الجمهورية الذين يحتضنون العلم الوطني كهوية وقضية ، ستعني شباب الثورة الذين لن يسمحوا لأحد بالتطاول ، ستعني التاريخ الذي لن يسمح لأبطال سبتمبر أن يمحو من الصفحات وقد كتبوها بالدم ، ستعني دول الإقليم التي لم تقبل بالحوثي يوما إلا بذات الأوصاف ، متعهد للقتل يمكن أن ينفذ بنود الاتفاق في حدود الخط الذي لن يسمح له بتعديه .

وحين ينتصر الحوثي على كل هؤلاء، وهو أمر أبعد من كل خيالاته ، سيفشل في التفاهم مع المنظومة الأمميةوالعالم الحديث التي ينظر إليها الحوثي من مشوف البندقية ، بينما تراه هي نملة في قعر جب .

الحوثي ليس قويا ، الفرص هي الأقوى ، وكل هذه الفرص ستتلاشى دفعة واحدة حين يدق باب صنعاء !

قال ابراهام لنكولن "إنهضوا أيها العبيد، فإنكم لا ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون".

مدينة يقتلها الخذلان محمد عمراني لم نكن نعلم أن مهمة منظمات المجتمع الدولي تتوقف فقط عند إحصاء القتلى والمصابين الذين تقتلهم أطراف الصراع . لدينا عشرات المنظمات ترفع تقاريرها عن #‏تعز لكن هذه التقارير المطبوعة بالألوان الفاخرة تتحول إلى »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء