يسار الهندي موراليس

10 - أغسطس - 2014 , الأحد 06:39 مسائا
3998 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ يسار الهندي موراليس

محمد علي محسن
يسار الهندي موراليس !!
حين دُعي الرئيس البوليفي خوان إيفو موراليس لزيارة إيران كان أول ما اراد معرفته عن البلد صاحب الدعوة هو حجم قوى اليسار في ايران وماهية نشاطها ووجودها في الحياة السياسية .
هو يعلم سلفا بان نظام الملالي الثيوقراطي في جمهورية الامام الوكيل لله يستحيل ان تتعايش مع فكرة الاشتراكية التي يؤمن بها اول رئيس في تاريخ امريكا اللاتينية من اصل هندي أحمر .
قطعا لم يوافق على زيارة بلد لا وجود فيه او تمثيل لأي من القوى اليسارية التي يتشارك معها فكرة العدالة الاجتماعية والمساواة الانسانية وغيرها من السمات والمبادئ الجامعة لكل من يؤمن وينتمي لفكر اليسار .
هذه الممانعة ربما عدها البعض موقفا متطرفا راديكاليا لطالما عانت منه قوى اليسار القومية الاشتراكية ، ومع هؤلاء الحق إذا ما اعتبروا تصرف موراليس غير واقعي فضلا انه يفتقر الى المرونة السياسية والبرجماتية باعتبارها جميعا مفاهيم يصعب تجاوزها او التعدي عليها ولو من دول كبيرة بحجم الصين او روسيا القوية الغنية ؛ فكيف بدولة فقيرة مثل بوليفيا ؟
فحتى الرئيس الراحل هوجو تشافيز كان مناهضا لماما امريكا ومن في فلكها ومع ذلك لم يتورع عن زيادة إيران ولثلاثة عشر مرة تقريبا ودونما يسأل او يكترث بحقيقة ان الاشتراكية بالمقام الاول اخلاق ومبادئ ؛ بل واكثر فلربما طاب له الامر واقدم على رمي الشيطان الاكبر " امريكا " ومن جوار ضريح الامام الخميني الثائر على النظام الملكي السلالي ليقيم بدلا عنه جمهورية الفقيه النقي الصفي السلالي الوكيل الحصري والوحيد لرب السماء الى ان يتجلى الامام الغائب ويخرج من سرداب غيبته الطويلة .
فالحال ان تشافيز ظل على موقفه المتصلب حيال الهيمنة الامريكية ؛ لكنه وبالمقابل لا مندوحة لديه إذا ما كانت مواقفه منحازة للحكام الطغاة - أخرهم القذافي – ودونما ادنى اعتبار للمجتمعات الفقيرة الكادحة المضطهدة التي بفضلها وصل لسدة الرئاسة ولبلد غني بثروته النفطية والطبيعية ، المُفقر بفعل نخبه السياسية الفاسدة المحتكرة للاقتصاد والثروة والاستثمار وحتى الاحزاب والانتخابات وصناديقها التي بقت اشبه بلعبة عصية لا تجيدها سوى فئة قليلة اتقنتها واستحوذت على مفاتيحها حقبة تاريخية .
الفارق بين الرجلين – موراليس وتشافيز – بلا شك مسافة شاسعة ، فموراليس النقابي والبرلماني والمعتقل السياسي انتمي لليسار كفكرة عادلة شاملة جوهرها الاساس تحقيق مبدأ العدالة المجتمعية ومناهضة الاحتكار والتمايز الطبقي .
إما تشافيز الجنرال العسكري فكان انضواؤه لليسار كزعيم عربي ديماغوجي جاثم على اكبر ثروة نفطية لا كرئيس صاغته قناعاته الفكرية المستمدة من قراءة عميقة واعية للاشتراكية كفلسفة ونظام هدفه تحقيق المساواة الاجتماعية وتوزيع الثروة على اساس عادل كافل لأن تعيش المجتمعات ولديها حاجتها من متطلبات الحياة الانسانية .
نعم يسار تشافيز يماثل يسار الكثير من المتطفلين على اليسار -ما اكثرهم في اوطاننا العربية – المسألة هنا لا تقاس بمناهضة امريكا او التنديد بجرائم اسرائيل او حتى اغلاقها سفارتها ، وانما يمكن قياسها بناء ومنظومة كاملة من القيم والمبادئ والاسس التي يتمايز بها اليساريين عن سواهم من الحركات والاحزاب اليمينية الدينية الرجعية الامبريالية .
ونعم موراليس الهندي الاصيل لا توجد له نسخة مماثلة في اوطاننا التي استبد بها زمنا يسار انتهازي عبثي ثبت بالتجربة انه اقرب لمرابع القبيلة والعشيرة منه للأيديولوجيا والحزب ، كما وثبت بالبرهان والممارسة بان أكبر مزايد باسم اليسار يمكنك رؤيته ثائرا منتقما للحسين يوم عاشورا في كربلاء أو أنه يؤدي طقوس العادة على ضريح سيدي حسين في صعدة او أنه يتقدم انصار الله أو جماعة الله ذودا عن حمى الطائفة والقبيلة والجغرافية ، هذا إن لم نقل في موكب الطغاة الفاسدين العابثين .
ختاما .. أين قوى اليسار من قوى اليمين ؟ أين افكار ميشيل عفلق وصلاح البيطار من افكار القانص وسلام ؟ أين قومية العبث الحامل للواء " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " واين شعاره " وحدة ،حرية ، اشتراكية " ؟ فما يجري في الواقع من تناحر وصراع طائفي عرقي وفي مهد البعث ذاته وبشقيه السوري والعراقي لا صلة البتة من البعث وفلسفته ورؤاه .
أين حرية واشتراكية ووحدة التنظيمات الناصرية في واقع المجتمعات العربية ؟ وأين هي افكار ومعتقدات الناصرية الرافعة لراية الحرية كاملة والاشتراكية اساس بناء لمجتمع الكفاية والعدل والرفاهية وبتوزيع الثروة كشرطية للتغيير المجتمعي وبالوحدة كقاعدة اساسية لقوة الامة ؟ .
أين تقدمية واممية الاشتراكية الماركسية المناهضة تاريخا لكل اشكال الاضطهاد والاستغلال والتمييز من عنصرية وشوفينية الحوثيين ومناطقية وجهوية الحراكيين وطائفية ومذهبية الاصلاحيين ؟ وأين هي مبادئ وقيم الاشتراكية الديمقراطية الحديثة الداعية للحرية والمساواة والتضامن والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية واحترام حكم القانون ؟ .
وأين هي الاشتراكية كحركة دولية جديدة محدثة حاملة لقيم ومبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والتضامن وهدفها عالم آمن تسوده القيم الاساسية ضامنة للفرد حياة لها معنى كافلة له بتطوير شخصيته ومواهبة وضمن سياق عام من الحقوق الانسانية والمدنية ؟
محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات