في محافظة الضالع مديرية جحاف حيث يعتبر الوضع السياسي استثنائيا بحكم المواقف المختلفة من الحكومة اليمنية ازاء المكونات السياسية، تناضل رئيسة مؤسسة صناع الغد المؤيدة للحراك الجنوبي إنتصار الهدالي (43) عاماً من أجل توعية المرأة بدورها السياسي في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد حتى تخرج المحافظة من الوضع السياسي المتوتر.
وعلى الرغم من تجنب الكثير من الرجال في المحافظة العمل السياسي تخوفاً من وقوعهم في خلافات مع بعض الأطراف إلا أن وطنية الهدالي لم تسمح لها الوقوف والتأمل بسلبية لما يحدث في المحافظة بل أصرت على القيام بتوعية المجتمع على أهمية الاصطفاف يداً واحدة مستهدفةً مجتمع النساء إيماناً منها بأن النساء هن اللاتي لهن القدرة على التأثير في الأب والزوج والولد.
وما تزال محافظة الضالع تتمتع بطابعها القروي الذي لم تدخله مظاهر المدنية بالشكل الكافي والذي يضمن للمرأة أن تشارك في العمل السياسي، وما تزال فكرة التبعية للذكر هي المسيطرة على النساء وقرارالرجل هو الذي يسيطر على الأسرة فالنساء مجرد تابعات ومن الصعب أن تعبر المرأة عن وجهة نظرها مهما كانت مقتنعة بجدواها، وهذا ما تعتبره الهدالي العائق الرئيسي أمامها في توعية النساء.
وتقول الهدالي بأن المرأة في الضالع ليس لها الحق في أن تعبر عن رأيها في الجانب السياسي ويعتبر المجتمع دخول المرأة في العمل السياسي نوع من العار الذي ينبذه المجتمع، كما أنه ليس من حق المرأة أن تخالف وجهة نظر الزوج أو الأب أو الأخ.
ولا يقتصر عمل الهدالي على الندوات والفعاليات فقط ولكنها أيضاً توعي النساء بأهمية التعبير عن رأيها في المجالس والمناسبات وتحاول إقناع النساء بأن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة احترام متبادل وليست علاقة تبعية للجانب الذكوري كما هو سائد، بل على العكس يمكن أن تكون المرأة هي المؤثرة في الرجل كما تقول الهدالي.
وعلى الرغم من أن الكثير من أبناء الضالع متبنين فكرة فك الارتباط عن الشمال إلا أن الهدالي تصر على مفهوم حق المرأة في التعبير في هذا الجانب والذي تعتبره نوع من حقوقها مهما كان موقفها.
وتعتبر الهدالي من أوائل النساء اللاتي التحقن بالعمل السياسي في مطلع ثمانينات القرن الماضي كباحثة وناشطة في المجتمع المدني وما تزال حتى اليوم لم تفارق المشهد السياسي الذي تقول بأنه "يجري في عروقها".