السادة العلويون.. بين الاستقلال والاستغلال

17 - أكتوبر - 2014 , الجمعة 08:16 مسائا
2838 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ السادة العلويون.. بين الاستقلال والاستغلال

السادة العلويون.. بين الاستقلال والاستغلال

رأي | بقلم / محمد بن محسن البيتي

لما رأى سيدي الإمام المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى كثرة الفتن وتعددها وتنوعها مابين فتنٍ طائفيةٍ و سياسيةٍ وعقائديةٍ في أرض العراق، قرر الهجرة تأسياً بجده المصطفى ونبيه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، وماكان قراره رحمه الله لمجرد طلب السلامة دون درايةٍ بتلك الأهواء والفتن، بل عن سبرٍ لغوار الفتن وأضرارها، وكشفٍ لعوار الأهواء وآثارها، كفتنة الزنج والقرامطة وبدعة الإمامية..

تحامى عن الدنيا وهاجر فارَّاً = إلى اللهِ والأحداث ذات ضرامِ
من البصرة الخضراء يخترق القرى = ويُلحق أغواراَ لها بأكامِ
إلى أن أتى الوادي المبارك فارتضى = ومدَّ به أطنابهُ بخيامِ
فأصبح فيه ثاوياً متوطِّناً = بذرِّية مزمومةٍ بزمامِ
من البر والتقوى وحُسن شمائلٍ = كرام السجايا أردفت بكرامِ
بهم أصبح الوادي أنيساً وعامراً = أميناً ومحمياً بغير حسام

وحين حط رحله رحمه الله في حضرموت، وجد المذهب السائد عليها في ذلك الوقت هو مذهب الإباضية الخوارج، فأعرض عنه ولم يستجب له، واستطاع بما آتاه الله من قدرة على التأثير والإقناع إرساء مذهب الإمام الشافعي المطلبي رحمة الله عليه، الأمر الذي أحدث توازناً كبيراً واستقلالاً بيناً في المدرسة العلوية خاصة، والمدرسة الحضرمية عامة، ورغم الواقع السياسي المضطرب بالنزاعات والحروب في حضرموت، إلا أنه نأى بنفسه رحمه الله عن أتون الصراعات السياسية والنزاعات الاجتماعية، ولم يكن طرفاً فيها.

وتحددت المدرسة العلوية عند الحضارم أجمعين، بمعالم واضحة من العلم والزهد والوسطية، والتصوف المعتدل والبعد عن الفتن ، والتجرد عن المطامع السياسية والأطماع الدنيوية، الأمر الذي أكسب الذرية المباركة الحب والتقدير والقبول والتأثير..

وجاء الفقيه المقدم رحمة الله عليه في القرن السابع الهجري فتوج معالم هذه الشخصية الاستقلالية والمنهجية الواضحة للمدرسة العلوية، بما أوتيه من علم وعقل حين أقدم في قرار شجاع وخطوة حكيمة ، تتمشى مع طبيعة المدرسة وروحها، فكسر السيف إيذاناً منه باعتزال الحروب والاقتتال، ورمزاً لخمد نار الفتنة، وحفظاً لأولاده من أي ميول أو استشراف أو انجذاب نحو الفتن، حتى لا يتلوثوا بلوثات الصراعات ولا يشاركوا في الحروب والصدامات، فتبعه على ذلك آل أبي علوي قاطبة، وكانت منة هذا الإمام عليهم عظيمة.



ثم تعرض العلويون لعدة اختبارات، وابتلوا بألوان من الفتن والتحولات، وأطلت عليهم الطرق السلوكية والنحل العقائدية بألوانها وأشكالها، إلا أنها وجدت ثباتاً على الكتاب والسنة، وتمسكاً بما كان عليه آباؤهم الأولون، وظهرت معالم هذه المدرسة عند قبائل آل باعلوي في حضرموت، وفي كل مكان نزلوا فيه وفي كل أرض استوطنوها، سواءً في الهند أو أفريقيا أو شرق أسيا… أو غير ذلك من البلدان، فما استمالهم تصوف ابن عربي الغالي ولا أغرتهم الطريقة النقشبندية …ولا غير ذلك من الآراء والاتجاهات الفكرية والمنهجية، التي لا تتطابق وترتيبهم الخاص، ولا تتوافق مع طبيعتهم المحددة المعالم، بل ظل العلويون محافظين على توازنهم، ومنهجيتهم العلمية الشرعية، المتمثلة في عقيدة الإمام الأشعري ومذهب الإمام الشافعي والطريقة الصوفية العلوية المعتدلة، واعتزال الفتن.

ثم جاءت حملة بن قملا السعودية فما أثرت عليهم، ولا زحزحتهم، ولا هزتهم، عن منهجيتهم وعن هويتهم .. وغير بعيد الاستمالات المتعددة بالترغيب والترهيب لأهل البيت النبوي، لكنها اصطدمت بتأبي المدرسة العلوية عن الاستغلال لمكانتهم الدينية، والاجتماعية، أو الالتفاف على منهجيتهم السنية، وتحطمت أطماع الحركات والجماعات، التي كانت ترى فيهم مكسباً لها، لترجيح كفتها، وتأكيد صحة دعوتها، أمام الهوية العلوية الاستقلالية، وكان شعار العلويين الذي يقابلون به الأهواء و الفتن، ماحفظه القاصي والداني، والحاضر والبادي، من أهل حضرموت من قول الشاعر العلوي:

سيد ولا لي في الفتن مقصود * * * يشهد علي الواحد المعبود



وما أشبه الليلة بالبارحة فأهلنا العلويون اليوم تسعى عدة جهات لاستمالتهم، وحرف طريقتهم، والتغيير في منهجيتهم العلمية والعملية، والزج بهم في الصراع السياسي والطائفي، مستغلين ظروفاً وملابسات متعددة، ولئن نجحوا في تغيير معالم بعض الأسر الهاشمية في محافظات يمنية أخرى، أو استمالوا بعض العلويين إليهم، إلا أنهم والواقع يشهد، لم يستطيعوا التأثير على المدرسة العلوية، ولا تغيير معالم أسسها في العلم، والفقه، والسلوك، والمواقف، ويبقى الشاذ لا حكم له.. وهذا أمر يُثبِتُ ويؤكد استقلالية المدرسة العلوية، وعدم تنازلها عن ثوابتها التي قامت عليها، وعرفت بها، مهما كانت التحديات..(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً)…



بقلم / محمد بن محسن البيتي

الضالع نيوز - متابعات قالت صحيفة العربية الإماراتية ان محافظة مارب ستكون البديل عن العاصمة المؤقتة عدن لقيادة المجلس الرئاسي عقب تنامي الخلافات مع المجلس الانتقالي . وأكدت الصحيفة تنامي الخلافات بين قيادة المجلس الانتقالي وقيادة الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي في اليمن. الصحيفة قالت في عددها تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات