العبث بالسلاح.. حكاية مؤلمة وقصة مأساوية

03 - مارس - 2014 , الإثنين 10:33 مسائا
4631 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ العبث بالسلاح.. حكاية مؤلمة وقصة مأساوية

العبث بالسلاح.. حكاية مؤلمة وقصة مأساوية
الضالع نيوز - فواز إسكندر


ظاهرة ومشكلة وجرائم العبث بالسلاح وبمختلف مسمياته المتعددة التي لا تخرج تماماً عن المسمى الأول سواء بالتعريف أو عواقبها وكل ما قد تلحق بأصحابها من الضحايا من أضرار وخيمة تصل إلى إزهاق الأرواح والإصابة بعاهات متعددة وغيرها من مآسٍ وآلام لأهاليهم وذويهم وأقاربهم إضافة إلى ما قد تعانيه أجهزة الأمن المختلفة من التكرار المخيف لحوادث العبث بالسلاح التي أصبحت ظاهرة إجراميه خطيرة تهدد حياة الكثير من الناس ذكوراً وإناثاً أطفالاً وشيوخاً شباباً وصبياناً لا فرق بينهم وبين أحد منهم.
العبث بالسلاح وما أدراك ما العبث بالسلاح الذي بخطره الداهم لا يفرق بين نفس العابث بهذا السلاح وبين نفوس الآخرين عامة سواء قريب أوبعيد.. نعم صدق من قال إن لهذه الظاهرة مخاطر وعواقب وخيمة جداً..
فإذا استمريت في التعمق أكثر وأكثر في سماء ظاهرة وحوادث العبث بالسلاح لطال بنا الحديث وتصفحنا بكل حسرة وألم صفحات سُجلت على سطورها البيضاء حوادث جمة. تفاصيل مؤلمة سنجدها فيما سيأتي :
في إحدى القرى الريفية الجميلة المزدهرة بالخضرة الطبيعية الخلابة عاش محمد وترعرع بين وديانها وسهولها وعلى جبالها الشاهقة التي هي في الحقيقة تطل إطلالة تامة على هذه القرية التي عرفت خلال الفترات الزمنية الماضية واشتهر أهاليها بزراعة شجرة القات الخبيثة بل وتفوقت تلك القرية على مناطق عدة بزراعة هذ الشجرة اللعينة.. الشيء الهام الذي جعلها تشهد الإقبال الكبير من قبل الناس لشراء تلك الوريقات منها هو المشاريع الخدمية التي نفذتها الجهات الحكومية من حيث ربط هذه القرية بعاصمة المحافظة (المدينة) وذلك بشق وسفلتة الطريق الرئيسة لها وإضافة لملحقاتها من الخدمات الأخرى مما سهل للجميع التنقل إليها والعكس..
وبالعودة إلى حياة محمد هذا الشاب الذي تربى وكبر كأي طفل وشاب في قريته أخذ ما أخذ من حقه في التعليم حتى اتجه هو الآخر إلى ما كان قد سبقه إليه أمثاله في القرية بممارسة الزراعة على الأرض التي كان عليها والده الكبير في السن حتى أصبح ( محمد ) كالبقية وعضواً أساسياً في إحدى المجموعات المتعددة التي يقوم أعضاؤها شباباً وكباراً في مزاولة قطف القات وبيع أوراقه بحسب المعتاد في سوق المدينة أو على إحدى ضواحي قريته (على الخط الأسفلتي)..
أصبح هذا العمل بالنسبة له شيئاً روتينياً ومصدراً للدخل يجني منه المال ويوفر منه لقمة العيش له ولوالده العجوز..
محمد مثله مثل غيره ممن هم في سنه وعمره كان يتمنى أن يكمل تعليمه الجامعي والحصول على الوظيفة التي سيُحقق من خلالها آماله وطموحاته لكنه بعد أن أصبح يزاول بيع القات بعد قطفه من أرض قريته (كانت ملكاً لوالده أم لا الله أعلم) بدأ يتناسى أمنيته في الوظيفة ويصرف النظر عنها لأسباب عدة ..
لكنه لم يصرف النظر عن تحقيق رغبته الدنيوية كأمثاله ومن سبقهم بالقرية بحلم الزواج إذ صار هذا الموضوع شاغله الوحيد وهو ما يسعى لتحقيقه لطالما وأن رب العالمين يسهل لعبده مسألة إكمال نصف دينه في الزواج لكنه لم يدر أحد ما يحمل له القدر ويخفيه .
دارت الأيام والليالي بل والشهور ومحمد في ذات الحال وكما كان يقطف ويبيع القات يخزن بجزء من أوراقه مع أصحابه وأهل قريته ولم يطرأ أي تغيير في حياة محمد من كفاح وتعب وعمل... سوى ما كان يحتمل توفيره لبعض المال الذي كان يجنيه كل يوم كي يتمكن من تحقيق حلمه بالزواج من خلال هذا المال فما كان كافياً له ..
كعادته يصحو صباح كل يوم لمزاولة عمله وإن هذا اليوم يوم الجمعة عطلة رسمية ودينية للجميع لكن علي يقول هذا اليوم عطلة للموظفين فقط أما هو من شريحة العمال غير موظف فعمله يومي.
(محمد ) أنهى عمله في قطف القات الساعة العاشرة والنصف من صباح الجمعة وتجهز للذهاب إلى السوق لبيعه.. بينما القدر قاده على قدميه باتجاه أحد أصحابه لتفقده ومن ثم يذهبا معاً صوب مبتغاه، بالفعل وجده ولم يكن لوحده فكان مع آخرين.. فجأة اتفقوا جميعاً بالذهاب إلى إحدى البمبات المائية الواقعة على ضواحي القرية للاغتسال فهذا اليوم جمعة والتجهز لصلاة الجمعة ولخطبتها ومن ثم يبحث كل منهم عن رزقه المكتوب له.. فعلاً اتجهوا باتجاه المكان المتفق عليه وأيضاً وصلوا جميعاً وبدأ الواحد تلو الآخر يخلع ملابسه وثيابه ويضعها على مقربة منه كل أمامه..
أنهوا جميعاً الاغتسال في المياه التي كانت تتدفق بغزارة من إحدى مواسير تلك البمبة المائية التابعة لأحد أعيان القرية.
حينها كان يوجد مسدس مغطى بثياب صاحبه مباشرة وقعت أنظار (محمد ) صوب هذا السلاح فلم يتوان أو يتأخر لثانية واحدة فانطلق مسرعاً بسرعة جنونية باتجاه المكان الموضوع فيه المسدس فقام بأخذه وبدأ في اللعب عليه وإظهار براعته في الإمساك بالسلاح واستخدامه، فتارة يصوب فوهة المسدس هنا وتارة أخرى هناك.. لحظتها صاح صاحبه وصاحب المسدس انتبه السلاح ما يقتل إلا صاحب السلاح معمر الطلقة بالحلق فتوالت التحذيرات من الموجودين لترك المسدس في مكانه وعدم استخدامه واللعب به و(محمد ) وقتها ما أحد مثله والسلاح في يده ولم يعر أي اهتمام لتلك التحذيرات وصياح أصحابه حيث كان يمشى أمامه وكأنه في حلم عميق مع استمرار وصرخات أصدقائه قام محمد بتوجيه فهوة السلاح نحوه وفوهة المسدس صوب بطنه وماهي إلا لحظات ويضغط أصبعه على زناد المسدس لتنطلق منه رصاصة واحدة كانت بكل ما تعنيه الكلمة قاتلة اخترقت ثيابه وجسمه وبطنه، لم يصدق أصحابه إصابته إلا عندما سقط على الأرض مصاباً والدماء تسيل حوله وبغزارة كان يحاول قول شيء يريد منهم شيء ولم يستطع قول شيء أشار بيده باتجاه بطنه فهم أحد أنه يريد أن يلموا له جرحه انذهل الحاضرون وسمع المجاورون دوي الرصاصة فهبوا مسرعين باتجاه صوتها وأصحابه الموجودين لم يعرفوا ماذا يفعلوا، منهم من ذهب لإحضار سيارة لإسعافه ومنهم من أراد أخذه ونقله إلى المستشفى بالفعل تم إسعافه ونقله إلى إحدى المستشفيات القريبة من قريتهم ووقتها لم يفد ما قاموا به بشيء..
بمجرد وصوله إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة متوفياً متأثراً بإصابته.
تبلغت الأجهزة الأمنية المختصة في المنطقة بالحادثة وتم انتقال المختص في التحقيق والتصوير الجنائي صورت الجثة ومكان الحادث وتم معاينته وإدخال جثته ثلاجة المستشفى والتحفظ على المسعفين وخاصة من كانوا موجودين ساعة وقوع الحادثة، جميعهم أدلوا بأقوالهم في المحاضر وأخذت أقوال والد المجنى عليه الذي اتهم في أقواله الموجودين مع ابنه عند لحظة قتله وأثناء مواصلة واستمرار رجال الأمن في إجراءاتهم كان هناك اجتماع لأعيان ووجهاء القرية حضره والد القتيل والأهالي الذين كانوا موجودين وقت الحادثة ونوقش في هذا الاجتماع القبلي والعرفي تفاصيل الواقعة حتى خرج الجميع بوثيقة تنص قبول والد المجنى عليه علي بالعهد (اليمين) من الأشخاص الذين كانوا بجوار ابنه عند إصابته فتم أخذ العهد بأن محمد الجاني على نفسه و هو من قتل نفسه بالمسدس نتيجة عبثه واستخدامه السيء والخاطئ للسلاح رغم تحذيراتهم وصياحهم عليه وبهذه الوثيقة وبورقة انحصار وراثة انتهت التفاصيل وأسدل الستار على وقائع نهاية علي مقتولاً هو الجاني على نفسه قاتل نفسه لتكون إحدى الحوادث التي سجلتها الأيام وأجهزة الأمن والمجتمع بأكمله.
فهل بهذا يعي الجميع ويستفيد الكل من أخطاء الغير والعواقب المأساوية المؤلمة للعبث بالسلاح هذا ما نسأله من الله أن يهدي الناس أجمعين.

الجمهورية

الضالع نيوز - متابعات قالت صحيفة العربية الإماراتية ان محافظة مارب ستكون البديل عن العاصمة المؤقتة عدن لقيادة المجلس الرئاسي عقب تنامي الخلافات مع المجلس الانتقالي . وأكدت الصحيفة تنامي الخلافات بين قيادة المجلس الانتقالي وقيادة الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي في اليمن. الصحيفة قالت في عددها تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات