الضالع نيوز-أ ب
هناك ثلاثة أدلة، بحسب خبراء الطيران، تجعل من الواضح أن الطائرة الماليزية المفقودة اختطفت من قبل شخص يعرف بشكل تام كيف تعمل الطائرة.

أول الأدلة يتمثل في أن العلامة التي تظهر على الرادار للطائرة أطفئت قبل نحو الساعة من إقلاع الرحلة.

وللقيام بمثل هذا الأمر، يجب على شخص متواجد في قمرة القيادة أن يطفئ "الترانسبوندر" (أو المستجيب) متعددة الاختيارات، بينما يضغط للأسفل في الوقت نفسه، كما ذكر العضو الاسبق في مجلس سلامة النقل الوطني، جون جوجليا، الذي أكد أن هذا أمر لا يستطيع فعله سوى طيار، لكنه أشار إلى إمكانية أن يتعلم أحدهم الأمر، بالبحث عن معلومات عن الطائرة في الإنترنت.

نظام الاتصال

أما الدليل الثاني فيتمثل في أن نظام معالجة الاتصالات وجهاز الإبلاغ، ( ACARS )، تم إطفاؤه عمداً في الطائرة.

النظام، المكون من جزءين، يستعمل لإرسال رسائل قصيرة عن طريق الأقمار الصناعية أو جهاز البث اللاسلكي المشترك لقاعدة الخطوط الجوية، والجزء الذي يحوي المعلومة في النظام يمكن إطفاؤه عن طريق ضرب أزرار قمرة القيادة بتسلسل للوصول لشاشة كمبيوتر، حيث أحد الاختيارات لا يتم إلا باستخدام لوحة مفاتيح، بحسب جوجليا.

وهذا بدوره أمر يجيد الطيار فعله، وأيضاَ يمكن الوصول إليه بقليل من البحث.

لكن لإطفاء الأجزاء الأخرى من ذلك النظام، سيكون من الضروري أن تتجه لقاعدة الإلكترونية أسفل قمرة القيادة، وهذا أمر عادة لا يعرف الطيار كيف يقوم به، بحسب جوجليا، ولم تكن الأمور بهذا الشكل في حالة الطائرة الماليزية.

لكن رغم ذلك، استمر النظام بإرسال إشارة للرادار وسجلها القمر الصناعي، بمعدل مرة لكل أربع أو خمس ساعات، رغم إطفائه.

النقاط الظاهرة على شاشة الرادار لا تحمل أي بيانات أو رسائل، لكن القمر الصناعي يستطيع معرفة المنطقة التي تأتي منها تلك الإشارات، وبتعديل زاوية الاستشعار، يمكن استلام رسائل بحال قام النظام بذلك، والمحققون الآن يحاولون استعمال البيانات من القمر الصناعي لتحديد المنطقة التي كانت فيها الطائرة حين أرسلت آخر إشارة.

مسار الرحلة

أما الدليل الثالث، فهو أنه بعد إطفاء استجابة الرادار وفقدان شاشات الرادارات المدنية أي أثر لمسار الطائرة، استطاع الرادار الماليزي العسكري عقب الطائرة على شاشاته وهي تتجه غرباً.

وبعد ذلك تم تتبع مسار الرحلة الطويل في مختلف أنحاء شبه الجزيرة حتى وصلت مئات الأميال بعيداً عن مدى الرادارات العسكرية.

وعادة ما تحلق الطائرات عبر خطّ إحداثيات، يمكن مراقبي الجو من رؤية مسار الطائرة، واحتساب المسافات حتى لا تتصادم الطائرات، وهذه الخطوط والإحداثيات في السماء ليست مستوية، ولتتبع المسار، فإن أحدهم بلا شك كان يدل الطائرة على مسارها، كما أكد جوجليا.

ويعبر جوجليا عن شكوكه بشأن التقارير التي تفيد بأن الطائرة كانت تتقلب في مسار طيرانها في الوقت الذي تتبعها فيه الرادار العسكري، بما في ذلك صعودها حاد لعلو شاهق ومن ثم هبوطها المفاجئ السريع، فمن دون الإشارة على الرادار، فإن المقدرة على تتبع الطائرات لا يعتمد عليها بشكل كبير، وهي غير مضمونة، خاصة حين تأخذ علواً شاهقاً أو تنزل بسرعة.