نحن و الحاكمون ( من عيون شعر البردوني )

21 - أبريل - 2014 , الإثنين 09:40 صباحا
5311 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ نحن و الحاكمون ( من عيون شعر البردوني )

الشاعر الراحل : عبدالله البردوني
نحن و الحاكمون ( من عيون شعر البردوني )

للشاعر الراحل : عبدالله البردوني


أخي ؛ صحونا كلّه مآتم و إغفاؤنا ألم أبكم
فهل تلد النور أحلامنا كما تلد النور الزهرة البرعم ؟
و هل تنبت الكرم وديانا و يخضرّ في كرمنا الموسم ؟
و هل يلتقي الريّ و الظامئو ن ؛ و يعتنق الكأس و المبسم ؟
لنا موعد نحن نسعى إليه و يعاتاقنا جرحنا المؤلم
فنمشي على دمنا و الطريق ؛ يضيّعنا و الدجى معتم
فمنّا على كلّ شبر نجيع ؛ تقبله الشمس و الأنجم

***
سل الدرب كيف التقت حولنا ذئاب من الناس لا ترحم
و تهنا و حكّمنا في المتاه سباع على خطونا حوّم
يعيثون فينا كجيش المغول و أدنى إذا لوّح المغنم
فهم يقتنون ألوف الألوف و يعطيهم الرشوة المعدم
و يبنون دورا بأنقاض ما أبادوا من الشعب أو هدّموا
أقاموا قصورا مداميكها لحوم الجماهير و الأعظم
قصورا من الظلم جدرانها جراحاتنا أبيض فيها الدم

***
أخي إن أضاءت قصور الأمير فقل : تلك أكبادنا تضرم
وسل ؛ كيف لنّا لعنف الطغاة فعاثوا هنا و هنا أجرموا ؟
فلا نحن نقوى على كفّهم و لا هم كرام فمن ألوم ؟
إذا نحن كنّا كرام القلوب ؛ فمن شرف الحكم أن يكرموا
و إن ظلمونا ازدراء بنا فأدنى الدناءات أن يظلموا
و إن أدمنوا دمنا فالوحوش تعب النجيع و لا تسأم
و إن فخروا بانتصار اللئام فخذلاننا شرف مرغم
و سائلنا فوق غاياتهم و أسمى ، و غاياتنا أعظم
فنحن نعفّ و هل إن رأوا لأدناسهم فرصة أقدموا
و إن صعدوا سلّما للعروش فأخزى المخازي هو السّلّم

***
و ما حكمهم جاهليّ الهوى ؟ تقهقه من سخفه الأيّم
و أسطورة من ليالي " جديس " رواها إلى " تغلب " " جرهم "
و مطمعهم رشوة و الذباب أكول إذا خبث المطعم
رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا على ساحة البغي و استضغموا
و كلّ جبان شجاع الفؤاد ؛ عليك ؛ إذا أنت مستسلم
و إذعاننا جرّأ المفسدين علينا و أغراهم المأثم

***
أخي نحن شعب أفاقت مناه و أفكاره في الكرى تحلم
و دولتنا كلّ ما عندها يد تجتني وحشى يهضم
و غيد بغايا لبسن النضار كما يشتهي الجيد و المعصم
و سيف أثيم يحزّ الرؤوس و قيد و معتقل مظلم
و طغيانها يلتوى في الخداع كما يلتوي في الدجى الأرقم
و كم تدّعي عفّة و الوجود بأصناف خسّتها مفعم !
و آثامها لم تسعها اللّغات و لم يحو تصويرها ملهم
أنا لم أقل كلّ أوزارها تنزّه قولي و عفّ الفم
تراها تصول على ضعفنا و فوق مآتمنا تبسم
و تشعرنا بهدير الطبول على أنّها لم تزل تحكم
و تظلم شعبا على علمه و يغضبها أنّه يعلم
و هل تختفي عنه و هي التي بأكباد أمّته تولم ؟
و أشرف أشرافها سارق و أفضلهم قاتل مجرم

***
عبيد الهوى يحكمون البلاد و يحكمهم كلّهم درهم
و تقتادهم شهوة لا تنام و هم في جهالتهم نوّم
ففي كلّ ناحية ظالم غبيّ يسلّطه أظلم
أيا من شعبتم على جوعنا و جوع بنينا . ألم تتخموا ؟
ألم تفهموا غضبة الكادحين على الظلم ؟ لا بدّ أن تفهموا

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات