الاعلامي عبدالله غراب:يجب أن يتوقف مهرجو السياسة وتجار الحروب وسماسرة الإعلام عن ممارسة المكائد والتضليل والانتقام لكي تهدأ اليمن

25 - أبريل - 2014 , الجمعة 02:59 مسائا
3200 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ الاعلامي عبدالله غراب:يجب أن يتوقف مهرجو السياسة وتجار الحروب وسماسرة الإعلام عن ممارسة المكائد والتضليل والانتقام لكي تهدأ اليمن

الضالع نيوز/ حوار/ عسكر علي عسكر

إعلامي موهوب، وحكاية عشق مع القلم والكلمة منذ الطفولة وحتى دراسة الإعلام وممارسة مهنة الصحافة الورقية ثم الإذاعية في إذاعة صنعاء، ثم في إذاعة (صوت العرب) في القاهرة.. ومراسلا لقناة «اليمن» الفضائية وإذاعة صنعاء في القاهرة، ثم رئيساً للتحرير في أخبار قناة « بيئتي» الفضائية بمدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة قبل أن يصبح مراسلاً ومديراً لمكتب أعرق وسائل الإعلام العالمية وأكثرها حيادية قناة «BBC»..إنه الإعلامي القدير عبدالله غراب.. فتعالوا نقرأ سوياً تفاصيل هذا الحوار المميز والأول من نوعه الذي أجريناه معه:
عرفناك جريئاً في تغطياتك وتقاريرك الإعلامية لقناة الـ«BBC» فهل سنلمس هذه الجرأة في هذا الحوار؟
بل أنا من يطالبك بأن تكون جريئاً معي في أسئلتك .. مرحباً بك .. أتمنى أن تسألني عن الملايين والمبالغ الشهرية التي يقولون إن حميد الأحمر يعطيني إياها .. والفلل والأراضي التي يقال إن علي محسن قدمها لي.. بإمكانك أن تسألني أيضاً عن العمالة والارتزاق التي يتحدث عنها عبيد هذا العصر في الوسطين الصحفي والسياسي .. اسألني عما تريد وبأي صيغة تختار .. لا توجد لديّ أية تحفظات وليس هناك ما أخفيه أو أخشى الحديث عنه، لأن للحقيقة وجهاً واحداً فقط ساطع كضوء الشمس الذي لا تحجبه الغيوم.
ـ حدثنا عن بداياتك كمراسل لقناة الـ «BBC».. وما الذي أضافته هذه القناة لثقافتك ومهنتك كإعلامي؟
عملي في الـ «BBC» جاء بعد محطات إعلامية عدة.. فقد تخرجت من كلية الإعلام عام 1997م.. كنت قد عملت قبل تخرجي في إذاعة صنعاء التي أعتز بها كثيراً أواخر عام 1996م كمعد ومقدم لبرنامج «قضية في حوار» ..انتقلت بعدها عام 2000 إلى القاهرة لمواصلة دراساتي العليا، وهناك عملت لمدة عامين في إذاعة «صوت العرب».. وواصلت الدراسات العليا في مجال الإعلام هناك.. ثم عملت في قناة «بيئتي» مراسلاً ميدانياً، ثم رئيساً لتحرير نشرة الأخبار وهي قناة تتبع مجلس وزراء البيئة العرب وكانت تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، كما عملت مراسلاً للفضائية اليمنية وإذاعة صنعاء طوال تواجدي في القاهرة.. علمت مطلع عام 2008 بترتيبات لبدء بث قناة الـ «BBC» باللغة العربية.. فتقدمت عبر موقع القناة لأكون مراسلا لهم في اليمن ، وبالفعل الـ «BBC» اتصلوا بي بعد دراسة (السي - في) وأبلغوني أنهم يريدون مني إلى جانب بعض الإعلاميين اليمنيين الذين تقدموا معي نماذج من التقارير، لكي يتعرفوا على أدائي فيها ، قمت بذلك حتى أبلغوني في مايو 2008م أنهم اختاروني مراسلاً لهيئة الإذاعة البريطانية (راديو وتلفزيون وإنترنت).
وبدأت عملي من حينها لكنني لم أوقع العقد مع الـ «BBC» بشكل رسمي إلا في 1/ 11 /0102م بسبب إرباكات وإشكاليات إدارية ومالية كانت تمر بها الـ «BBC» حينها.. وبسبب عرقلة وزير الإعلام السابق حسن اللوزي ، وعبده بور جي - السكرتير الإعلامي الرئاسي السابق - لحصولي على ترخيص العمل كمراسل للـ «BBC» في اليمن.. لأنهم كانوا يريدون مراسلاً يتبع طرفاً سياسياً بذاته ، ولذلك عندما شعروا بأني شخص مستقل لم يوافقوا، فعرقلوني فترة طويلة ، حتى ساعدني مدير مكتب الرئاسة السابق علي الآنسي في التخلص من تلك الضغوط بعد أن تقدمت إليه بشكوى ضد اللوزي وعبده بورجي.
وأنا ممتن له كثيراً لذلك الموقف النبيل ، لكنني كنت طوال تلك الفترة قد بدأت بمباشرة عملي مع«BBC» بإرسال الأخبار والظهور على الهواء في تغطية الأحداث، من حُسن حظي أني بدأت العمل مع الـ «BBC»مع بداية الثورة الشبابية، وهذا وضعني في تحدٍ صعبٍ جداً سأتحدث عن تفاصيله لاحق.
<.. ما الذي استفدته من العمل في الـ «BBC» ؟
الـ «BBC» مدرسة عالمية عريقة في الإعلام الدولي أعتز كثيراً بالانتماء إليها ، الـ «BBC» تحاسب منتسبيها على كل كلمة تصدر عنهم وتطبق قواعد مهنية صارمة تعتمد الحياد والشفافية والدقة والمصداقية في نقل الخبر وتحليله ...تعلمت أيضاً من الـ «BBC» الصبر والعدل والأمانة والتوازن حتى مع من يعتبرون أنفسهم أعداء وخصوماً لي ... لكني لا أعادي أحدا وأن أكون عادلاً ومنصفاً حتى مع من يهددني بالقتل .. أنا لا أتحالف مع طرف ولا أعادي طرفا في أدائي الإعلامي،.. هكذا تعلمنا في الـ «BBC»أن نضبط عواطفنا ومواقفنا الشخصية نسيطر عليها ، تعلمت أن أنقل الحدث كما هو بأمانة وبدون تلوين كما أجده أمامي دون انحياز، لكن المخطئ أو القاتل أو المتضرر من الحقيقة يصر على إظهاري كخصم عندما لا تكون التغطية في صالحه لأن الحقيقة مرّة في كثير من الأحيان ، لكن أيضاً عوامل المهنية لها تشعبات كثيرة، أرى أنها يجب أن تبدأ بإنصاف الضحية أولاً، ونقل الحقيقة دون أية مبالغة أو انتقاص منها.
<.. دوماً هناك اتهامات ضد المراسلين بأنهم لا يميزون بين المعلومات وبين القضايا التي يراها الحاكم أنها تؤثر على البلد وتضر باقتصاده.. كيف ترى ذلك؟
عادة أنت كمراسل لن ترضى عنك كل الأطراف، فأنا اليوم متهم بأني اشتراكي، واليوم الثاني بأني إصلاحي، وفي اليوم الثالث بأني بعثي، أو حوثي .. كلما قدمت رؤية أو نقلت حقيقة صادمة للبعض يبادر هذا الطرف أو ذاك لاتهامك وتصنيفك.. مؤشر إيجابي أن تكون كل الأطراف في اليمن منزعجة من تغطياتك.
وهذا له معنى واحد ، أنك تنقل الحقيقة.. كثير من الاتهامات وجهت لي وتحديداً من أنصار النظام السابق بأني أنقل الأكاذيب ، وبأني مرتزق، وبأني عميل وخائن للوطن .. وأنا أقول لهؤلاء أتحداكم بعدد كل حرف اتهمتموني فيه أن تثبوا أني نقلت معلومة ما لـ الـ «BBC» ، واتضح أنها كاذبة ، بعيداً عن مغالطاتكم ، وأتحداكم أيضاً أن تثبتوا أن أداء غراب كمراسل يحترم مهنيته ويحترم القناة الدولية التي يمثلها بأنه قد انحاز لطرف ما دون الحقيقة .. لكن يجب أن يعلم هؤلاء ومن يوجهون الاتهامات لي أو لغيري من المراسلين بأن أحداث الثورة الشعبية في اليمن عام 2011م كانت تفرض على المراسلين نقل الأحداث كما هي ، والحقيقة ببساطة أن نظاماً كان يدير دولة ويحكم قبضته على كل مفاصلها انهار أمام ثورة شعبية عارمة أدهشت العالم ولذلك قرر ذلك النظام أن يستخدم كل أدوات الدولة من جيش وأمن وإعلام وقضاء ومخابرات ومال ونفوذ وقبائل وقوى سياسية تابعة و بلاطجة مرتزقين ليدافعوا عنه بكل الوسائل بالقتل وبالقمع والحشود الشعبية وبيع وشراء الذمم ، والتشويه الإعلامي والحرب النفسية وبث الشائعات والاعتقال والتعذيب بهدف الدفاع عن كرسي السلطة.. لعلكم تتذكرون مسرحيات قطع لسان الشاعر” و” دسّعوا الشيوبه” ، وتهم الاختلاط في ساحة التغيير والكثير من خيالات وفنون الكذب والتحريض التي قدمها المطبخ الإعلامي التابع للنظام السابق طوال أيام الثورة ، ولذلك تم تصنيف كل ناقل للحقيقة بأنه عدو وعميل وخائن للوطن والشرعية الدستورية ..المسألة ببساطة أني نقلت الحقيقة ومستمر في ذلك النهج رغم كل التهديدات وحملات التحريض والتشويه ، ولذلك ظهرنا في نظر البعض كأننا أعداء لذلك النظام.. والحقيقة أن النظام السابق وهو نفسه نصف الحالي كان عدو نفسه بالجرائم التي ارتكبها في حق اليمنيين جميعا خلال أيام الثورة الشعبية وحتى اليوم ومنها تدمير أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والاغتيالات واختراق تنظيم القاعدة والتحالف مع القوى الدينية والمذهبية المتطرفة وفقاً للأدلة التي تحدث عنها مسئولون حكوميون وهو مشهد دراماتيكي محزن حيّر وضلل وأدهش كثيراً من المراقبين للشأن اليمني وضلل البسطاء ممن لا يفهمون التركيبة السيكولوجية لمن أطاحت بهم الثورة الشعبية.
<.. الخطاب الإعلامي بعد انطلاقة الحوار الوطني شهد سقفاً عالياً من الديمقراطية.. كيف ترون دلالات وأبعاد هذا الخطاب الإعلامي؟
الخطاب الإعلامي ليس فقط في مرحلة ما بعد مؤتمر الحوار إنما من أيام الثورة الشعبية شهد تحرراً كبيراً لم يشهده الوسط الصحفي في تاريخ الصحافة اليمنية، الثورة حررت الناس وجدانيا ، فما بالك بالوسط الصحفي.. الثورة خلقت جواً غير مسبوق من الحرية وأتاحت الكثير من فرص التعبير غير المحدود لكل الناس.. الصحافيون بعضهم التقط هذه المساحة من الحرية بشكل يحترم ذاته ويحترم معايير الأداء المهني والاستقلال في التغطية الإخبارية والتحليلية .. وبعضهم مارس انتهازية غير مسبوقة لتلك المساحة من الحرية وأطلق لنفسه العنان حتى عشق الكذب وممارسة الحرب النفسية وبث الكراهية وخداع وتضليل الرأي العام والتحريض على قتل الناس والمتظاهرين وتشويه الصحفيين.. كل ذلك أفرز واقعاً إعلامياً يؤسف له في اليمن.. الصورة الإعلامية في اليمن في منتهى الفوضوية واللامسئولية .. يجب أن تضبط تلك الحرية بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية الذاتية لكل صحفي قبل القوانين.
<.. أين يضع عبدالله غراب نفسه بين المراسلين الإعلاميين؟
هذا السؤال توجهه للجمهور وليس لعبدالله غراب.. لكني أزعم أني امثّل بالتزامي بقواعد العمل المهني صوتاً حرا يُعلّم الحرية وسوطاً لأعداء الحرية وحقوق الشعوب، ونصيراً لكل مظلوم في بلدي التي زاد ألمها في السنوات الأخيرة ولكن بشرط الالتزام بقواعد التغطيات المهنية واحترام كل الأطراف وإتاحة الفرصة بعدالة للجميع للتعبير عن مواقفهم.
<.. كيف ترى المنافسة بين مراسلي الفضائيات العربية والناطقة بالعربية حول السبق الصحفي؟
المنافسة حول السبق الصحفي حق مشروع للجميع ووضع طبيعي لكنها أحيانا تدفع بعض الصحفيين للتسرع بحسن نية أو بسوء نية لنقل أخبار دون التأكد منها، لكننا في الـ «BBC» لا نعير مسألة السبق أو مسألة الوقت أهمية كبيرة بقدر ما نهتم بدقة ومصداقية الخبر بعد التأكد من كل التفاصيل ومعرفة رواية كل المصادر والأطراف المرتبطة بالحدث كلما أمكنً لنتجنب التورط في نشر أخبار كاذبة أو مضللة أو مبالغ فيها، لذلك يقع بعض الصحفيين ضحية للتضليل أو التهويل ويتحول البعض إلى منبر لنشر الأكاذيب وأداة لنشر الشائعات والترويج لأطراف سياسية نتيجة لهثهم وراء مسألة السبق الصحفي، وهذه إشكالية يجب أن يعيدوا النظر فيها، لأن الحقيقة أهم ألف مرّة من السبق الصحفي.
<.. بين الفينة والأخرى يتعرض الإعلامي عبدالله غراب لحملات تشهير وتهديدات .. ما دوافع ذلك في نظرك؟
السر- يا عزيزي - أن للحقيقة وجهاً واحداً فقط لا يخضع لترمومتر المصالح ..هذا الوجه يتحول إلى سوط يؤذي القتلة ويؤذي المخربين ويؤذي من امتهنوا القتل بمقابل، من يخربون البلاد، ومن قتلوا الشباب أيام الثورة الشعبية ومن يعيقون أداء الرئيس والحكومة الانتقالية ، ومن يعملون ليلاً ونهاراً لإظهار التغيير بأنه فاشل وبأنه جلب الدمار والقتل والمعاناة لليمنيين.. هؤلاء يتألمون كلما نقلنا الحقيقة، وكلما نقلنا للرأي العام المحلي والدولي حقيقة ما يحدث في اليمن، ولذلك لا أستطيع أن أقف متفرجاً على ما يدور من أحداث دون نقلها بأمانة ودقة مهما كانت صادمة ومؤلمة لكل القوى ولا استثني أحدا ، يجب أن أنقل ما أتأكد من أنه حقيقة ولا يهمني رضا أو غضب أي طرف منها مع مراعاة نسب المعلومات إلى مصادرها.. تلك التغطيات تؤذي كثيرين.. أعداء الحقيقة كثر، ولذلك نتعرض من وقت لآخر لتهديدات و حملات تشويه.. أعرف جيداً مدى دوافعها ومن يقف وراءها.. لكنني أزداد اعتزازاً بما أؤديه، وأتمسك أكثر بنقل الحقيقة ، وأقول للعبيد الذين لم يتذوقوا طعم الحرية حتى الآن: لا تظنوا أن كل الناس عبيد مثلكم ومعروضون للبيع والشراء أو أن الابتزاز والتهديد سيحوّلهم إلى مرتزقة في سوق النخاسة الصحفية.
أما عن حملات التشهير والتشويه التي تنظم ضدي فأنا ازداد سعادة بتلك الحملات، لأنها تثبت لكل متأمل فطن بأني أسير في الطريق الصحيح ، وأني أنتصر للحقيقة التي تؤلم أعداءها.. وفي النهاية أعلم جيداً أن هدف تلك الحملات هو هدف شخصي، كما كانت دوافع الكثيرين وأترفع عن ذكرهم بالاسم.
<.. من هم في نظرك أعداء الصحافة في اليمن؟
أعداء الصحافة كثر.. هناك من كان يعمل لدى النظام السابق في الأجهزة الإعلامية والاستخباراتية وكان مبرمجاً على تبعيته المطلقة والمهينة لشخص ما أو لعائلة دون أن ينظر إلى الشعب المظلوم الذي بات نصفه تحت خط الفقر وفقاً للمؤشرات الدولية بسبب الفساد الذي أنهك اليمنيين لعشرات السنوات .. هؤلاء لا يراعون حقوق البسطاء والفقراء لأنهم لا يهتمون إلا بـ “المال المدنّس” الذي يدخل جيوبهم مقابل كذبهم ليملأوا أفواههم بالقات العدو الأول للبلاد .. هؤلاء ربّاهم الحكّام في كل أدبياته ووسائل إعلامه على مدى سنوات طويلة أن الصحفي الحر والمستقل المنحاز للإنسان ما هو إلا عدو للوطن وعميل ومرتزق يجب التخلص منه، هذه العقلية أفرزت كثيراً من “الأمراض السيكوباتية” التي يوجهها هؤلاء ضد الصحفيين المستقلين ! كما أوجدت موجة من “العداء الاجتماعي” ضد الصحافة الحرة ، وصورة ذهنية مغلوطة عن الصحفيين يجب أن تتوقف وأن تتغير .. كثير من المشائخ والضباط وكبار رجال الدولة والنافذسن في الماضي والحاضر هم من (ناهبي المال العام) وهؤلاء يستاءون كثيراً من أداء الصحافة الحرة، ويوظفون نفوذهم لقمعها .. كما أن الميليشيات المسلحة التي تحمل مشاريع عنصرية ممولة من دول إقليمية تنظر أيضاً للصحافة المستقلة بأنها العدو الأول الذي سيفضح تخريبها في هذا البلد، لكن أؤكد من خلال تجربتي الشخصية أن العدو الأول للصحفي هو الصحفي نفسه الذي يبيع ضميره وقلمه ويمارس الكذب والتحريض ويغرس الكراهية بين أبناء بلده ، الصحفي الذي يمارس الحرب النفسية والتضليل وخداع الرأي العام مقابل أجر مدفوع هو العدو الأول للصحافة، الصحفي الذي يعرض قلمه للبيع هو أول عدو لحرية الصحافة.. الصحافي الذي يظن أن الآخرين جميعاً عبيد مثله هو العدو الأول للصحافة ولذلك أسمي هؤلاء «طفيليات الصحافة»PARASITES PRESS))))، وهؤلاء هم من أسهموا في وصول العنف والكراهية بين اليمنيين إلى هذا الحد، لن ننسى من كانوا يحرضون على قتل اليمنيين وعلى تشويه الصحفيين، وعلى نشر الكراهية والعنف والتحريض ، هؤلاء يمارسون حتى اليوم تحريضاً يجب أن يتوقف لأنه يدمر النسيج الاجتماعي لليمنيين.
<.. هل تفرض عليك قناة الـ«BBC» اتجاهات عملك.. وكيف يستطيع عبدالله غراب المواءمة بين موقفه كمواطن يمني وبين متطلبات السياسة الإعلامية للقناة؟
لم يسبق ولن يحصل أن تطلب مني الـ«BBC» أن أنحاز لطرف ضد آخر أو أتجاهل قضية ما، بل تؤكد الـ«BBC» على كل منتسبيها الالتزام بمعايير الحياد والمهنية ونقل الحقيقة كما هي، أنا لا أنكر أني أؤيد التغيير في بلدي، وأكره الفساد والظلم والاستبداد، لكني كنت التزم - ولازلت - ولن أحمي نفسي إلا بالتزامي بنقل الحقيقة، واحترام كل الأطراف دون انحياز لطرف ونقل وجهة نظر كل الأطراف بأمانة ومصداقية وتوازن بمن فيهم من يضايقونني ويهددونني فلا مجال هنا للمواقف الشخصية للمراسل الذي يحترم نفسه وأمانة مهنته.. صحيح أنا في النهاية إنسان ولي قناعاتي الشخصية بعيداً عن الحزبية ، لكن الأمانة المهنية تفرض علي أن أكون محايداً.. أراهن كل من يقولون إنني أتبع أي طرف سياسي على إثبات تلك الأقاويل.. وأقول لهم: إني لم ألوث نفسي حتى اليوم بالانتماء لأي حزب سياسي ..أنا شخص مستقل ، لي الشرف أن أكون واحداً من دعاة الحرية.. وواحداً من أنصار الإعلام الحر المستقل الذي يعزز حرية وحقوق الناس ، ويقف في وجه الاستبداد ، ولذلك أكرر إن أول شرط يجب أن يتمتع به الصحفي هو أن يكون حراً من تبعيته لأي حزب سياسي أو تيار ديني أو جماعة فكرية أو قوى قبلية.
<.. ازدادت المحطات التلفزيونية في اليمن لتتجاوز 15 محطة وعشرات الإذاعات والمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات.. هل هذه علامة إيجابية أم سلبية للإعلام اليمني من وجهة نظرك؟
من حيث المبدأ هي علامة إيجابية إلى حد كبير.. لكن السؤال هو هل توظف تلك الوسائل بشكل إيجابي أم سلبي ؟ هل تخدم التنمية وتعزز التحول الديموقراطي والسلم الاجتماعي أم لا ؟.. هي إيجابية كظاهرة إعلامية ، وهذا ما يجب أن يكون عليه الإعلام في أي بلد ، لأن كثرة وسائل الإعلام يعني في الحالة المثالية وجود محامين كثر عن الرأي العام، ومزيداً من المراقبين لأداء الحكومة والسلطات السياسية والقضائية والتشريعية ويعني مزيداً من العيون الأمينة التي تفضح الفساد وتنتصر للضحايا ، لكن ما الذي يحدث في اليمن ؟.. ما يحدث هو أن غالبية تلك الوسائل تخضع لرغبات ومصالح وأهواء مموليها وأغلبها غير مستقلة ، ولذلك يجب أن يعي القائمون على هذه القنوات أنهم يهدمون المصلحة العليا لليمن ويزرعون الفتنة المذهبية وينتهجون التحريض وينشرون ثقافة العنف والكراهية بين اليمنيين، لأنهم لا يعون معايير العمل الإعلامي المهني والمستقل، ولذلك نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل الإعلاميين اليمنيين لكي يلتزموا بتلك المعايير.. وبالمناسبة أنشأنا مؤخراً مؤسسة(MBI) للإعلام بدعم من رجل الأعمال الشيخ محمد بن عيسى الجابر وهو من أصول يمنية، ونقدم تدريباً مجانياً لكل الإعلاميين اليمنيين بمختلف مستوياتهم لعلهم يستفيدون من هذه المؤسسة في معرفة الأصول الدقيقة والمهنية للعمل الإعلامي كي يجنبوا اليمن مزيداً من التحريض والتضليل والترويج للقتلة والمخربين.
<.. يتحدث زملاء في الوسط الإعلامي عن رفضك لعروض مالية مغرية من النظام السابق مقابل أن توجه تغطياتك الصحفية عام 2011م لمصلحته؟
هذا صحيح.. وهو مثبت لديّ ، وفعلاً عرض عليّ مبلغ 200 ألف دولار ورفعوها إلى 300 ألف دولار في مساومة سخيفة بعد تغطيتي لمجزرتي كنتاكي وقاع اليهود في 18 سبتمبر 2011 ، والتي أكدت فيها بأني شاهدت مسلحين من أنصار الحزب الحاكم حينها يرتدون ثياباً مدنية يهاجمون شباب الثورة بقذيفة آر بي جي ، كانت تلك المساومة من بعض رموز النظام السابق مقابل التراجع عن شهادتي تلك ونشر معلومات وتقارير تحتوي كثيراً من التضليل والكذب وحينها اتصلوا بي من التلفزيون الحكومي مباشر وكررت شهادتي وقلت لن أتراجع عنها مطلقا حتى لو دفعت حياتي ثمنا لتلك الحقيقة .. من قدموا لي ذلك العرض يعرفون ذلك جيداً وقد حددتهم بالاسم في لقاءات سابقة وكيف كان ردي على عرضهم .. كما عرضوا هدايا عينية وأموالاً في مناسبات أخرى .. لي الشرف أني لم أرضخ لا للإغراءات ولا للتهديدات، لا من النظام السابق ولا من بقية الأطراف.. هؤلاء كانوا يظنون أني عبد كبقية العبيد الذين يعرفونهم.. كنت عندما أرفض عروضهم يندهشون ولا يصدقون أن هناك إعلاميين يحترمون الأمانة الملقاة على عاتقهم ويرفضون أن يبيعوا ضميرهم مقابل المال ، فكانوا يظنون أنه ما دام غراب رفض منا هذه المبالغ الكبيرة.. إذاً هو مكتفٍ من أطراف أخرى.. هذه المسألة دفعت بالكثيرين للرد على تغطياتي الدقيقة الصادمة لهم بأن يشوهوني لدى الجمهور بأني أتبع فلاناً أو علاناً.. وأنا أتحدى مليون مرة كل منْ يتهمني بأني أتبع طرفاً ما أن يقدّم دليله على ذلك.. بل أنصحهم بتقديم تلك الأدلة لـ «BBC» لتتخلى عني .. وأتساءل أيضاً لماذا لم يقدموها لوفد الـ «BBC» الذي التقى بكبار قيادات النظام السابق - قبل أن يقالوا من مناصبهم حينها- عندما زار الوفد اليمن بعد تعرضي لمحاولة اغتيال في التاسع من إبريل عام 2012 ؟!!!!! .. أكبر نعمة من الله أن تكون واثقاً من نفسك، وأن تكون بطنك نظيفة، وأن يمنحك الله الثبات على عهد قطعته له بأن لا تأكل لا أنت ولا أولادك لقمة حراماً.
ولكني أقول للعبيد الذين يظنون أن بقية الناس عبيد مثلهم.. توقفوا عن أكاذيبكم وكفاكم عبودية.. آن الأوان لتتذوقوا طعم الحرية.. وأقول لكل من يتهمني بتلك الاتهامات التي تشرفني وتعزز ثقتي بنفسي: لا تظنوا كل الناس عبيداً مثلكم معروضين للبيع!
<.. كلمة أخيرة أو قضية تود أن تتحدث عنها أو غابت عن هذا الحوار؟
أقول في النهاية لكل إخواني اليمنيين.. اليمن أغلى منّا جميعاً ويجب أن نتحرر من الماضي ونبدأ ببناء وطن آمن ومشرّف لأبنائنا ، يجب أن يتوقف تجار السلاح ومهرجو السياسة وعشاق الموت وسماسرة الإعلام عن ممارسة المكائد والتضليل والانتقام لكي تهدأ اليمن.. ويجب على المخرّبين وزعماء التد مير والقتل أن يتوقفوا عن تشويه التغيير الحاصل في اليمن.. اليمنيون تحرروا وجدانياً ويعرفون عدوهم الحقيقي ، كما أتمنى أن تتخلص اليمن من عدويها الأكثر ضراوة ، القات والسلاح.. القات والسلاح هما العدوان الأكثر تدميراً للبلاد منذ سنوات طويلة وهما زاد قوى التخلف والكراهية والتعصب الديني والقبلي والمذهبي ..أدعو لجنة صياغة الدستور أن تضع مواد واضحة وحازمة للتخلص من القات والسلاح في اليمن خلال جدول زمني محدد، لأن اليمن لن تنهض طالما استمر فيها القات والسلاح، .. كما أدعو الصحفيين اللاهثين وراء المال للتحرر من تبعيتهم لبعض القوى السياسية والقبلية وأن يفلتوا من مخالب تلك القوى لتكون تبعيتهم حصرياً على بلدهم اليمن التي تألمت منهم كثيراً فللتاريخ عيون وآذان وللإعلام الحر عدسات ترصد كل ما يكتبون وسيأتي اليوم الذي يفضح فيه تجار الكلمة ويكرّم فيه أنصار الحقيقة والإنسان.
نقلا عن الجمهورية

الضالع نيوز - متابعات قالت صحيفة العربية الإماراتية ان محافظة مارب ستكون البديل عن العاصمة المؤقتة عدن لقيادة المجلس الرئاسي عقب تنامي الخلافات مع المجلس الانتقالي . وأكدت الصحيفة تنامي الخلافات بين قيادة المجلس الانتقالي وقيادة الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي في اليمن. الصحيفة قالت في عددها تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات