المرأة اليمنية والفن.. بين حرية الطموح وقيود الأعراف

13 - مايو - 2014 , الثلاثاء 10:41 مسائا
6055 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ المرأة اليمنية والفن.. بين حرية الطموح وقيود الأعراف

المرأة اليمنية والفن.. بين حرية الطموح وقيود الأعراف
الضالع نيوز |احلام المقالح


الحديث عن الفن في مجتمع تقليدي يعد أمراً مفروغاً منه فكيف إذا كان عنصر الفن البشري فيه امرأة تسعى إلى تجسيد هواجسها ونظرتها إلى العالم والحياة من حولها!، بلا شك إن الفن بمختلف أنواعه تعبير عن الحياة وتفاصيلها، وتصوير للنفس وخباياها ورغم أن هناك فرض حصار على المرأة اليمنية حتى لا تدخل هذه الدائرة وإن كانت ملتزمة إلا أن هناك أسماء لنساء يمنيات ولجن مجال الفن ونجحن فيه خارج حدود وطنهن ولسان حالهن «نحن منسيات في بلادنا»؛ كما صرّحت إحدى الفنانات اليمنيات في بيروت، فهل يصطدم الالتزام بالفن؟

وإن كان كذلك ماذا نسمّي أم كلثوم وفيروز ممن قدمن أعمالاً خالدة دون ابتذال، وما سبب غياب المرأة في الدراما التي تكتبها بنفسها، ووقوعها تحت ظلم الرجل يرسمها إما في صورة الشيطانة أو القديسة والذي لم يمنحها وجوداً واقعياً بقدر ما قدّم تصوراً مثالياً عنها مقروناً بالتدني.

كل هذه التساؤلات أجابت عنها أسماء فنية معروفة لها تجارب حية في الفن في اليمن في عدة مجالات كالرسم والتصوير والغناء والتمثيل والإخراج التلفزيوني وكان «لألوان» أن التقى بهن وبحث عمن يسد رمق التساؤلات، فإلى ما جاء في استطلاعنا الفني:


رسالة سامية


البداية كانت مع الفنانة حورية الرياشي.. موهبة شابة بدأت تشق طريقها من المدرسة من خلال مشاركتها في الإذاعة المدرسية حتى وصلت إلى خشبة المسرح، أشاد بأدائها المتميز وخامة صوتها النادرة وثقتها بنفسها برغم صغر سنها الموسيقار الكبير عمار الشريعي عندما التقت به في القاهرة، والفنان الكبير الدكتور أبوبكر سالم بلفقيه والفنان الدكتور عبد الرب إدريس، والموسيقار أحمد فتحي، والشاعر عبد الولي الشميري وكثير من الفنانين والشعراء اليمنيين..



تقول حوريه: حصار الفتاة اليمنية حتى لا تدخل دائرة الفن هو حصار نسبي يتباين من أسرة إلى أخرى وأمام إصرار الفتاة وإحساس أسرتها بموهبتها يبدأ تفهّم الأسرة لها وتشجيعها وخاصة إذا كانت تلك الأسرة من متذوقي الفن الأصيل غير المبتذل خاصة الأب والأم ، فموافقتهما المبدئية تعتبر الخطوة الأولى علماً بأنه قد تحصل اعتراضات في نطاق الأسرة مثلاً من الإخوة نتجاوز هذه الخطوة بالإقناع بأن الفن رسالة سامية ولا تتعارض مع العادات والقيم والتقاليد، فإذا ضمنت الفتاة موافقة أهلها ومباركتهم لها تقوم باختيار الأعمال الفنية القوية في كلمات معبرة تهدف إلى رسالة مجتمعية فيها اللحن الجيد والأداء المتميز، خالية من المياعة وخدش الذوق العام، اكتشفت موهبتي الفنية في البيت من خلال والدي ووالدتي فقد شجعاني ونميا موهبتي ومنحاني الثقة الكبيرة بنفسي وبدأت أشارك في احتفالات ومسابقات التربية والتعليم على مستوى مدارس أمانة العاصمة وأيضاً شاركت في العديد من الاحتفالات الخاصة بوزارة الثقافة والسياحة واستمررت كذلك حتى شاركت في احتفالات ومقابلات للمناسبات الوطنية عن طريق الإعلام المرئي والمسموع مثل قناة اليمن وقناة سبأ وقناة السعيدة و إذاعة صنعاء وعدة صحف.



وتُكمل حورية: لا يصطدم الالتزام بالفن الصادق بحيث يتم اختيار الكلمات المناسبة والألحان القوية، يعتبر ذلك هو الاحترام للفن وللجمهور بحيث أن كل أغنيه تُقدّم تكون رسالة واضحة وتخدم هدفاً نبيلاً بعيداً عن الابتذال، وقد ذكرتي لنا السيدة أم كلثوم كنموذج واضح لهذا الالتزام والتي لا زالت أغانيها إلى الآن متربعة على القمة العالية والتي قلّ أن يجود لنا الزمان بسيدة مثلها بل ومهما تكرر سماعنا لتلك الأغنيات لانمل من سماعها بل ونترحّم عليها دائماً، أما الابتذال والأغاني المبتذلة فإنها سرعان ما تنتهي لأن عمرها قليل وسرعان ما يُنسى أصحابها وهي عبارة عن «ساندويتشات سريعة لا تُسمن ولا تُغني من جوع».




الحمد لله لم أواجه أية عقبات لا من الأهل ولا من المجتمع بل حصلت على تشجيع دائم ومستمر من الأهل والمجتمع والوسط الفني، ولم أفكر في السفر اقتداءً بأية فنانة مع احترامي الكبير لهن.. وذلك لأني مقتنعة أن تكون بداية ظهوري في بلدي الحبيب وجمهوري القريب مني في اليمن، لأن اليمن منبع الفن والتراث الحضاري الضارب بجذوره في أعماق التاريخ وبرغم ذلك فقد شاركت في عدة حفلات أثناء زيارتي السياحية في جمهورية مصر ودولة لبنان الشقيقتين.
أما مستقبل الفن النسوي في اليمن سيتقدم إلى الأمام لأن نظرة المجتمع أصبحت مختلفة في ظل الإعلام الجديد ووسائل الاتصال الحديثة التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة وأيضاً في ظل تفهم المجتمع لكل جديد وتقبّله.



نظرة قاصرة



مثال محمد – عازفة جيتار لمع اسمها في مؤسسة البيسمنت الثقافية وتم اختيارها ضمن ثلاث فتيات يمنيات طموحات في يوم المرأة العالمي، تعزف بإحساس عالٍ وتُغرق من يسمعها بجمال الإبحار في تفاصيل الجمال الفني، تقول مثال:
مازال هناك عند الناس مفهوم بأن المرأة حرامٌ عليها أشياء كثيرة ومنها الفن لارتباطه بإمتاع الجمهور من عدة نواحٍ وغالباً ما يتحول مفهوم الفن بشكل عام إلى مسخرة أو مضيعة للوقت بسبب أن الرجل في اليمن ينظر إلى المرأة نظرة قاصرة فهي وُجدت في الحياة لأداء أعمال معينة، أيضاً إذا كانت المرأة فنانة فهذا يعني أنها سوف تختلط برجال ويعتبر هذا الشيء في اليمن عيباً لأغلب الناس بحكم أعراف وتقاليد مجتمعنا.
بالنسبة للالتزام والفن فليس هناك أي تصادم المشكلة هي في الفن الذي يقدمه الفنانون أنفسهم ونوعيته وذوق المستمع واختلاط الموسيقى الشرقية بالغربية.


بدأت عندما اشتريت الجيتار أيام المدرسة لكن كان صعباً أن أتعلّم عليه لعدم تواجد مدرسة تعليم الموسيقى في المكان الذي كنت أسكن فيه لذلك اضطررت إلى أن انتظر حتى سافرت إلى صنعاء وقرّرت أتعلم العزف، أخذت الكثير من الوقت لكي أتعلم لأني لم استطع توفير فلوس من مصروفي رسوم تعليمي للموسيقى، فبدأت أتعلم عن طريق متابعة فيديوهات تعليمية في النت قبل تقريباً 4 سنوات.


أول تجربة لي في العزف كانت في مايو 2012م في البيسمنت، حضرت فعالية لأول مرة وأعجبني المكان جداً وعرض عليَّ صديق لي حينها أن أعزف معه بمشاركة أختي الصغيرة وكانت تجربة جميلة جداً كونها أول تجربة لي في العزف في مكان عام، من أكثر العقبات التي واجهتني كانت مدى تقبّل المجتمع لفكرة إني بنت تعزف، تعرّضت إلى الكثير من الأذى منها سماع إساءات فقط لأني احمل الجيتار، ولكني أعلم أني متى ما عزفت هناك ناس تحب عزفي وهناك ناس ترفضه تماماً، أيضاً نظرة المجتمع إلى الفنان في اليمن تجعل موضوع تقبله صعباً، فيسهل أن تلمس البعض ممكن يستمع إلى الموسيقى لكن بنته تعزف في أي مكان عام ممنوع تماماً، بالنسبة لي أفضل طريقة لتخطي أي كلام هو أن المرء يتجاهل كل شيء ويعمل ما يحبه لأن إرضاء الناس غاية لا تُدرك.
مثال تعزف لنفسها وللناس التي تقدّر الفن وتحب الاستماع إلى الموسيقى، أما عن مستقبل الفن النسوي في اليمن فهناك تقدم كبير الآن تحس في تغيّر أحسن مما سبق حتى في تقبل الناس له طبعاً ليس الأغلب لكن البعض وإن شاء الله في المستقبل يكون الوضع أفضل من الآن.


الحصار قادم



نادية عبد الله ..مصوّرة فوتوغرافية تتحدث عن بداياتها قائلة: تجربتي في التصوير بدأت في 2011م في ساحة التغيير بصنعاء، وكان الهدف من استخدامي للكاميرا هو نقل الحقيقة كما هي دون تزييف حيث ركزت على نقل كل ما يحدث في الساحة من خلال سلسلة من الصور لكل فعالية ولكل مسيرة وصور الشهداء والجرحى والأطفال والنساء وكل ما كان يحدث أمامي، كنت ولا زلت مؤمنة أن الصورة بحد ذاتها ثورة يكفي أن تنشر صورة قد تختزل ألف كلمة وطبعاً كان أجمل ما في ساحة التغيير هو الحرية المطلقة للمصورين والإعلاميين، فلم نجد أية عقبات كبيرة أمامنا بسبب أن الإعلام كان جزءاً أساسياص وأداة أساسية من أدوات الثورة ونقلها.
ولكن كوني امرأة ولم أكن تابعة لجهة إعلامية معينة، أي كنت مصوّرة حرة أعمل على نشر ما تلتقطه عدستي في مواقع التواصل الاجتماعي ومراسلة لبعض القنوات الفضائية المحلية والعربية، فكنتُ في بعض الأحيان أواجه صعوبات عند التصوير في أماكن معينة أو الصعود إلى أماكن معينة مثل المنصة أو غيرها وكان في البداية أمراً مستغرباً أن هناك فتاة يمنية منقبة تحمل كاميرا وتصوّر في المسيرات وفي أصعب الظروف.. لكن الناس تقبلوا الموضوع وشجعني الكثير على الاستمرار.


بلا شك أن الحصار على المرآة اليمنية قادم من المجتمع بسبب العادات والتقاليد وبسبب أن بعض من دخلن عالم الفن ودائرة الفن لم يلتزمن بكثير من العادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية التي المجتمع محافظ عليها بشكل كبير، فعكسن صورة سيئة عن الفنانات وعن الفن بشكل عام، بالتالي فالمجتمع يحتاج إلى مجموعة فنانات يتذوقن الفن بشكل متزن مع العادات والمبادئ التي المجتمع قائم عليها حتى يحتضن المجتمع المرأة في دائرة الفن.. مستقبل الفن النسوي في اليمن يحتاج الكثير من الجهود من المرأة نفسها ويحتاج إلى شجاعة من النساء أنفسهن لعرض ما يمتلكن من مواهب وقدرات فنية سواء بمجال الرسم والكتابة والتصوير وغيرها وتتحمل تلك النساء مسؤولية كبيرة أمام قريناتهن من النساء ولذلك عليهن عرض مواهبهن بطريقة يحافظن فيها على العادات والمبادئ والقيم الإسلامية العالية حتى يرسمن صورة رائعة عن المرأة ويتقبل المجتمع اليمني المرأة في مجال الفن ويثق بذلك ويدفع الآباء بعد ذلك ببناتهم إلى هذا المجال لأن هنالك مخاوف كثيرة عند الآباء من هذا المجال بسبب ما ظهر من نماذج على مستوى الوطن العربي تسيء للمبادئ والقيم العربية والإسلامية وتسيء للعادات والتقاليد.



الأهل و الفُرص



أريج السيد «ممثلة» هي الأخرى تتحدث عن الفن فتقول: الفن يعبّر عن تفاصيل الحياة كثيراً، أكثر الفرص موجودة لكن تصطدم بمعوقين هما الأهل والفرصة، الالتزام لا يصطدم بالفن لأن الفن المبتذل ليس فناً، وللأسف هناك العديد ممن شوّهوا الفن بابتذالهم ولكن هناك أعمال خلّدت وهناك أعمال فنية لم تذكر بعد مرور السنة ،فالشيء الراقي والجميل يبقى.
في اليمن يوجد لدينا الكثير من الكوادر والمفكرات المبدعات ولكن كما قلت فيما سبق إنما هي الفرصة للأسف لم تُتح بعد وكذلك تُقدم لهن الأدوار الخفيفة والسطحية، ثم إننا بحاجة لعمل نلمس فيه واقعنا من الداخل أو عمل يستعرض أعمال لنساء يمنيات خالدات لكن لا يوجد من يؤمن بقدره المرأة اليمنية لتقديم أعمال عظيمة.



تجربتي بدأتها من المدرسة، أكيد واجهت عقبات من الأهل والمجتمع وخصوصاً كوني بنتاً ولستُ محجبة لكن كما قال الكثير أنا عنيدة وكنت مصرة على تحقيق حلمي مهما خسرت وللأسف وصلنا إلى مرحله الاكتفاء في اليمن بسبب الوضع الحزين للفن والأعمال الموسمية والاحتكار من الإنتاج والقنوات الفضائية.


قابعة تندب حظّها


في جانب الفن التشكيلي كان لـ إلهام العرشي «فنانة تشكيلية – عدن» وجهة نظر حيث قالت: أن يُفرض على المرأة اليمنية حصار من العائلة أو المجتمع حتى لا تدخل دائرة الفن «كتخصص» هذا واقع، لكن لابد أن يكون لها رأي أولاً وأخيراً، هي طريقة تربية وتوجه فكري من العائلة والمجتمع، ونحن في القرن الواحد والعشرين ولا أستطيع أن ألوم المجتمع على ذلك وهي قابعة تندب حظها.. ولا يعني أنه فتحت أقسام أو كليات الفنون في بعض المدن، وهي قليلة، ومخرجاتها ليست بالكم الذي يساعد في نشر التوعية والتذوق الفني ناهيك عن طرق التدريس فيها التي تحتاج إلى تنظيم ومتخصصين أكثر، لمصلحة الطالب الذي في يوم ما سيصبح فناناً واسم فنان لا تطلق اعتباطاً لابد أن يكون جديراً بهذا اللقب.



يصطدم الالتزام بالفن نعم، فنحن من مجتمع إسلامي نعيش ونتعايش معه نحترمه ونلتزم به، الخروج عن ذلك صعب في تجسيد مواضيع أعمالنا لأن المجتمع لن يفهم أنك فنان فقط ولكن أنت من أي دين وهل تنطبق عليك شروط العرض!؟ وهذا لا يعني أننا مقيدون، لأن المرأة ليست جسداً بل إحساس عارم وفكر، نحن نتطرق لكل المواضيع دون الابتذال فيها لا في الشكل ولا الموضوع.
وما المقصود بالابتذال؟، تلك الأعمال التي تخدش الحياء في مجتمعات منغلقة فكراً وثقافة، هنا يصطدم الالتزام بالفن.
أذكر في معرض ملت

قى صنعاء الدولي قبل الثورة كان الاختيار للأعمال من أشخاص مكلفين من الأمن وألغوا بعض الأعمال الخاصة بفنان يمني محترف رائع، الأخ المرسل من الأمن قبل افتتاح المعرض بيوم ألغى لوحتين له و اعتبروها تخدش الحياء.


يأتي هنا السؤال: لماذا السياسة تتدخل في كل شيء حتى في الفن؟


تجربتي العربية والعالمية بدأت قبل الوحدة بسنوات وكانت عدن زاخرة بالنشاط الفني بالتحديد كانت أول مشاركة لي في معرض أسبوع الصداقة اليمنية السوفيتية وقتها وذلك في جمهورية تركمانيا قبل سفري للدراسة الأكاديمية في موسكو ببضعة أشهر بالتحديد في يونيو 1983م.بعدها سافرت للدراسة في سبتمبر 1983م وقبل تخرجي بالماجستير من موسكو بشهور أقمت معرضي الشخصي الثاني بداية العام 1990م قبل الوحدة اليمنية.. إلى جانب الإحباطات بعد الوحدة وصعوبة المشاركة خارجياً والدربكة التي حصلت بضم المؤسسات، جنوب وشمال، كنت شبه مركزة في المشاركات الداخلية ومعارضي الشخصية في البلد إلى جانب إرسال لوحاتي للمشاركة في الخارج.. ومنذ العام 2010م أنا مركزة أكثر على المشاركات الخارجية، عربياً ودولياً كل عام أسافر للمشاركة مرتين وأحياناً ثلاث مشاركات في العام وحتى الآن 2014م، وسأستمر وهي على حسابي الخاص لأني متيقنة بأنه ليس لنا وجود لدى الدولة ونحن آخر اهتماماتها.
لم تصادفني عقبات من الأهل لأنهم جميعهم متعلمون بل لقيت التشجيع، تربينا على المناقشة والحوار واحترام الصغير قبل الكبير.



سأكتفي بالقول: إن مستقبل الفن النسوي سيكون بخير باجتهاد كل الفنانات على الساحة شابات ومحترفات وبوجود مخرجات من المعاهد والأقسام والكليات في الجامعات لابد من الوقوف معهم فقط يحتاجون إلى إرادة وتشجيع بشكل أكبر حتى فيما بينهم، المحترفات وعددهن قليل بالطبع، فليتعاونوا مع الشابات في تشجيعهم بالاستمرارية لأن الفن التشكيلي النسوي سيختفي تدريجياً إذا لم يستمر التعاطف معهم وتوجيههم للطريق السليم وإبرازهم في المحافل الفنية.
فستكون النخبة هي سبب عدم استمرار الجيل الحالي بشكل لائق ولا أحبّذ التعامل بكلمة النخبة بتاتاً أشعر أنهم في برجهم العالي العاجي.
مجتمع وسطي
الكلمة الأخيرة للمخرجة التلفزيونية، ابتسام الحيدري، حيث كانت لها وجهة نظر مختلفة تقول فيها: الالتزام هو أساس الحياة الإنسانية القويمة وبما أن الفن هو مجال من مجالات الحياة وله أهداف سامية ويخضع أساساً للالتزام فلا أظن أن هناك حالة من الاصطدام، ومجتمعنا اليمني مجتمع وسطي لا ينتهج التزمّت سواء في الدين أو العادات والتقاليد إلا فيما ندر، إضافة إلى أن مجتمعنا سريع التأقلم مع التطور والتقدم ويتقبّل كل ما هو في إطار المقبول والمعقول والمرأة اليمنية استطاعت التكيف ومسك العصا من المنتصف، فلا ابتذال ولا تطرّف، لأن هدفها سامٍ وخروجها محدد الأهداف.



وتُكمل: أنا لا أرى أن هناك حصاراً فُرض على المرأة اليمنية والدليل أننا نجد هناك العديد من النساء فرضن وجودهن على الساحة الفنية سواء في الرسم والتمثيل أو في الإذاعة والتلفاز بمختلف فنونه من تقديم وإخراج وتصوير وتصميم الأزياء، ومن أمثلة ذلك الفنانة مديحة الحيدري رحمها الله والفنانة سحر الأصبحي ومن الفنانات الشابات منى الأصبحي ومنال المليكي، وبالنسبة للإذاعة الأستاذة فايدة اليوسفي وفي الإخراج الإذاعية جميلة الورافي، وأما بالنسبة للتلفاز هناك الأستاذة مها البريهي وإخلاص القرشي ومايسة ردمان وسونيا مريسي وغيرهن كثيرات والتصوير الأستاذة ذكرى أول مصورة تلفزيونية والمخرجة القديرة سميرة عبده ونادية هزاع وفي الفن التشكيلي الأستاذة آمنة النصيري وفي تصميم الأزياء الأستاذة تيسير الشرفي وإيمان حجر إضافة إلى فنون الرقص الشعبي وطبعاً من ذكرتهن على سبيل المثال لا الحصر، لهذا لا يوجد حصار رسمي ولكن يمكن القول: إنها العادات والتقاليد، وأنا أرى أنها بدأت في التفكك لأنها ليس لها أساس، ومن استطعن الخروج من هذا الحصار خرجن بقوة إرادتهن ووضوح أهدافهن ومعرفتهن لأهمية الفنون في نشر وتوثيق ثقافة المجتمع، ولا يخفى عليك أن المرأة اليمنية رغم دخولها مجال الفن إلا أنها مازالت متمسكة بهويتها اليمنية والعربية والإسلامية، مثل الحجاب وعدم التبرج الفاحش في الماكياج أو الملابس فهن ينقلن الواقع والثقافة اليمنية من خلال الفن والأستاذة مها البريهي خير شاهد.



بدايتي كانت في مجال الإعداد والإخراج التلفزيوني منذ عام 2003م من القناة التعليمية حيث أعددت وأخرجت العديد من البرامج التعليمية الموجهة للمعلمين، تلا ذلك إعداد مسابقة الأطفال الرمضانية «المرصد» للفضائية اليمنية عام 2007م، اتجهت بعد ذلك لإعداد بعض البرامج في مجال الطفل والمرأة والشباب بقناة سبأ مثل برنامج «اليمن في قلوبنا» «بيوت دافئة» «حواء» «نصف الحاضر» وشاركت في إعداد بعض البرامج السياسية ولكني لم أجد نفسي بها فتركت العمل فيها.



بالنسبة للعقبات لا أظن بأني واجهت عقبات سواء من أسرتي الصغيرة أو عائلتي أو حتى المجتمع، فزوجي الإعلامي أحمد غيلان شخصية متعاونة جداً ومتفهمة لعملي وهو المساند الأول منذ دراستي للإعلام، وبالطبع لا أنسى فضل والدي ووالدتي اللذين لم يمانعا في التحاقي بكلية الإعلام رغم أنها كانت كلية مستحدثة في تلك الفترة (1994م) والمجتمع لم يكن بنفس الوعي والتقبل الحالي لخريجات الإعلام، أما بالنسبة للمجتمع فأظن أنه تقبلني كمخرجة أو إعلامية بسبب التفاف أسرتي وعائلتي حولي وأيضاً كوني لم أقدم ما يعارض ثقافة المجتمع.


وحالياً أنا أعمل بشكل حر سواء في الإخراج أو التدريب بعد إغلاق قناة العقيق لأني لم أجد القناة التي تعطي للعمل الإبداعي حقه، فجميع ما هو على الساحة يركض خلف السياسة أو ما يدّعون بأنه سياسة.
عموماً.. أنا لا أحبذ كلمة الفن النسوي لأنه يؤطر الفن فيما سيقدم للمرأة، والفن مجال مفتوح للجميع، رجالاً ونساءً ويقدم لجميع الفئات في المجتمع، ولكن يمكن أن نقول: إن مستقبل المرأة في اليمن من حيث الفن سيكون مستقبلاً رائعاً كون المرأة اليمنية رائعة ومبدعة في مختلف المجالات، وهي المنبع لجميع الفنون إن كانت مادة الفن أو كانت ممن سينقل تلك المادة إلى المجتمع، فالمرأة اليمنية فنانة منذ القدم ونجد ذلك واضحاً في لمساتها الفنية في التراث الثقافي الموروث في مختلف المحافظات.


الجمهورية

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات