الضالع نيوز/ عدن اون لاين
وضعت السفيرة البريطانية بصنعاء "جين ماريوت" وصفةً من ثلاثة عناصر لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وكشفت عن أبرز الصعوبات والعراقيل الماثلة أمام نجاح العملية السياسية وقالت: من الإنصاف القول إن التنفيذ في اليمن سوف يكون صعباً، لكن ليس مستحيلاً بأي حال من الأحوال إذا تم وضع الأسس السليمة والرجل المناسب في المكان المناسب.

فما هي الوصفة لتحقيق النجاح في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟ هناك حاجة إلى عدد من العناصر الرئيسية, ولخّصت السفيرة الوصفة في ثلاثة عناصر هي:

- أولاً: يجب أن تتحول الرؤية إلى سلسلة من الأهداف الملموسة.

- مسؤولية تقديم هذه الأهداف يجب أن تتوزع على مختلف الجهات المنفّذة، مثل الوزارات والمؤسسات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني. ويجب على المجتمع الدولي أيضاً أن يوفر الدعم.

- وبعد ذلك ينبغي على هذه الجهات المنفذة، لاسيما الوزارات، أن تحوّل هذه الأهداف إلى برامج ومشاريع ملموسة ومن ثم وضعها معاً في خطة واحدة لكل وزارة.

- ثم ينبغي إنشاء هيئات تنفيذية لضمان تنفيذ الوزارة للبرامج التي وقعت لتنفيذها. وينبغي إعطاء أولوية للتمويل وأن يتم تخصيصه بين الوزارات وفي إطار الوزارة الواحدة وفقاً لما يمكن أن ينجزوه على مقياس الوقت.

وأشارت إلى أن العنصر الثاني هو: تجنيد أصحاب الكفاءات لتقديم البرامج والمشاريع. يحتاج موظفو القطاع العام في الوزارات إلى توعية استراتيجية جيدة ومهارات قوية لإدارة المشاريع فضلاً عن أن يكونوا متخصصين ومثابرين في العمل.

على سبيل المثال، الخطة الواسعة لتنفيذ الحد الأدنى لسن زواج الصغيرات يمكن أن تسير في عدة خطوط: وزارة حقوق الإنسان تشكل فريقاً لصياغة القانون الجديد وفي الوقت نفسه تتعاون الوزارة مع وزارتي الصحة والمالية لتشكيل فريق لتصميم وتقديم حملة وطنية عبر التلفزيون والصحافة المقروأة والرقمية والإذاعة، من أجل رفع الوعي بالفوائد الاجتماعية والصحية والاقتصادية المترتبة على إصدار القانون. وعندما يتم إقرار القانون من قبل مجلس النواب، بعد ذلك يمكن لجهاز الشرطة والمحاكم أن يتأكدوا من التزام الناس بالقانون.

وأوضحت أن العنصر الثالث من وصفتها يتمثل في: ضمان تشكيل مجموعات مكلفة بمراقبة عمل الوزارات وغيرها من الجهات المنفذة في تنفيذ برامجها. هذه المجموعات يمكن أن تكون داخلية أو خارجية وعليها تقديم تحديثات منتظمة للرئيس وعامة الشعب والمجتمع الدولي على سير التقدم في العمل. أما الجهات الفاعلة الخارجية، من وسائل الإعلام والمجتمع المدني إلى المجتمع الدولي، لهم أيضا أدوار يقومون بها.

فهل تمتلك اليمن كل المقومات التي تحتاجها؟ على الأقل لديها البعض: المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني تشكل الرؤية: هيئات الإصلاح الدستوري والانتخابي لديها خطط عمل تنفذها حاليا وتحرز تقدم مطرد، والهيكل الجديد لأصدقاء اليمن يوفر المهارات.

لكن بعض المقومات لا تزال مفقودة، مثل تنسيق خطط البرامج والمشاريع للوزارات ومجموعات عمل أصدقاء اليمن وجهاز للخدمة المدنية يتمتع بالمهارات المناسبة في جميع المجالات.

وأضافت السيدة ماريوت: إذا تمكّنت اليمن من التنفيذ الناجح لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتحسين حياة شعبها، فلن تكون هناك حاجة للمقومات المفقودة وسيتم وضعها في الرَّف عاجلاً وليس آجلا.

ولفتت السيدة ماريوت في تعليقها النصف شهري في مدونتها على موقع وزارة الخارجية البريطانية إلى نتائج الاجتماع السابع لأصدقاء اليمن الذي استضافته بلادها نهاية الشهر الماضي وقالت: للمرة السابعة في أربع سنوات، اجتمع 39 عضواً من مجموعة أصدقاء اليمن في نهاية أبريل في العاصمة البريطانية لندن. الاجتماع لم يكن مُخصصاً لتقديم المزيد من الأموال إلى اليمن، فما يزال هناك" 5.1 "مليارات دولار من التعهدات لم تُسلم بعد. كان هدف الاجتماع هو كيف أن الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي يبدؤون معا التنفيذ على أرض الواقع.

وأشارت سفيرة بريطانيا إلى أنه في كل وقت نسمع كلمة التنفيذ من السياسيين والدبلوماسيين والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، لكن ماذا يعني التنفيذ في الواقع