ظاهرة "الثعلب" ومجتمع "الحصان"

احمد الضحياني

المرأة التي لم تستطع ان تعبر عن اعجابها بقصيدته اهدته وردة..هذا نص في مقدمة لقصيدة للشاعر اللاتيني البريطاني (T.S.Eliot) -the wasteland) الارض القاحلة.. الكل ابدء رايه واعجابه ..

قصيدة وصغت باسلوب ادبي رائع ما خلفته الحرب العالمية الثانية من دمار في اوروبا لكن في نهايتها ارسى الشاعر دعائم أمل وطموح ان العالم يتغير ولديه القدرة على تغيير الارض القاحلة الى حدائق ومروج خضراء.

لم تخلف الحرب العالمية الثانية واعية سلبية في نفوس وعقول المثقفين والادباء وقادة الرأي العام في المجتمع رغم هول الدمار ودمار الامكانيات المادية ..فمن اليوم التالي يزرعون الافكار ويبثون الامل ..

المجتمع الذي لا ينتج الافكار سيخضع لاشياء من صناعة الغير.

مشكلتان رئيسيتان يعانيهما بلدان العالم الثالث:الواعية السلبية انتجت مجتمع استرخى في مقعد الفسحة معتمد على ثدي أمه غارق في عالم الاشياء..القت بجماحها على الميدان السياسي والاقتصادي.

الانبهار بما صنعه العرب الحضاري واللجوء الى تكديس الاشياء على حساب الافكار انتج مجتمع استهلاكي وتحولت بلدان العالم الثالث الى سوق لبيع منتجات الحضار الغربية..هذا الانبهار الذي كان يجب ان يتجه لانتاج الافكار لصناعة الاشياء اتجه الى نحو مغاير زاد من حجم طلب الاشياء ..وهذ ما اوجد حالة "صبيانية" بين "الثدي"و"الحلوى"الحالة التي يعيشها الاطفال.

صناعة المجد وتحقيق الشهود الحضاري يقتضي من بلدان العالم الثالث "الحضور"ان تكون حاضرا وليس موجودا.. يقتضي مغادرة السلبية الواعية والانبهار السلبي الى الوعي الكامل بضرورة القيام صناعة الافكار وتحقيق الشهود الحضاري في عالم الشهادة .."الافكار، القيم ،المبادئ " والدوران حولها مرتكزات اساسية للقوة العقلية للحضارة .
يقتضي مغادرة"ظاهرة الثعلب" الى "مجتمع الحصان"وبينهما جهد ومجهود (يبدد).. مجتمع الحصان (الارادة والطاقة والطموح) اذا لم تكن هذه الثلاثةالعناصر موجودة سلفا لدى اصحاب المشاريع او صاحب المشروع الخاص وهي بمثابة شروط اساسية لمغادرة"ظاهرة الثعلب" ستجد جيل ومجتمع من"الثعالب"..