جمهوريات الجنرالات !!

02 - ديسمبر - 2014 , الثلاثاء 06:43 مسائا
3644 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ جمهوريات الجنرالات !!

محمد علي محسن
معارض سياسي من اسطنبول وقيادي اخواني من لندن وخبير في شؤون السياسة والاقتصاد من باريس وخبير قانوني من واشنطن وقناة حُرة من خارج مصر .

ألا توحي لكم المسألة بشيء ؟ ألا توجد قناة حُرة متحررة من ربق الخوف والتبعية في بلاد أسمها المحروسة ؟ ألا يوجد معارض سياسي مرموق يمكن استضافته من مصر ودونما خوف او ترهيب او عسف ؟ .

ألا يوجد بين تسعين مليون مصري خبراء في الاقتصاد والسياسة والقانون والديمقراطية كي يحدثونا عن الثورة والازمة والانقلاب والانتخابات وما تلاها من احداث مازالت ماثلة الى اللحظة ؟ .

اعلم ان مثل هذه الاسئلة تبدو ساذجة ومستفزة للكثير ، لكنها وبالنظر الى واقع الحريات الآخذ بالتضاؤل والتلاشي يوما عن يوم اعتبرها مشكلة قائمة تستدعي الاعتراف بها بدلا من نكرانها مثلما هو حاصل الآن ومن اولئك الذين يظنون انفسهم انهم يحسنون صنعا .

لست اخوانيا ، كما وارفض ان اكون نصيرا لجمهوريات الجنرالات واين وجدت ؟ اننا إزاء حقبة تاريخية مختلفة كليا عن حقبة الخمسينات والستينات ، فإذا ما كانت ثورات الامس وانقلاباته قد افلحت في ترسيخ حكم العسكر ولفترة دامت لاكثر من ستة عقود ؛فإن ثورات الحاضر اعدها مقدمة لتسوية تاريخية تأخرت كثيرا عن موعدها .

هذه التسوية بمثابة الاصلاح لمسار الثورات والجمهوريات الماضوية التي للاسف لم تنحرف عن جادتها فحسب وإنما زادت بتوقفها وعطبها ومن ثم انحدارها وهرولتها الى حد لا نظير له في التاريخ السياسي .

البعض يستكثر علينا ان نعيش بسلام وكرامة وحرية ، كأننا شعوب فائضة لا تستحق سوى القتل والقهر والاستعباد ! تسأل وبصدق وتجرد : ألم تكن جنوب افريقيا دولة تمييز وعنصرية ؟ ألا يماثل وضعنا واقع مرت به دول عدة مثل البرازيل والارجنتين وتشيلي وبوليفيا وفنزويلا وحتى تركيا والهند واسرائيل وايران وسواها من الدول الناهضة الديمقراطية ؟ .

لا احدثكم عن مجتمعات في دول اوربا الشرقية او اسبانيا او البرتغال وانما عن شعوب متخلفة فقيرة مضطهدة ومع كونها كذلك قدر لها وخلال فترة وجيزة الانتقال من الانظمة الديكتاتورية العسكرية الى انظمة ديمقراطية مدنية .

على فرضية عجز الاخوان عن ادارة العهد الثوري الجديد ؛ فهل افتقارهم للرؤية والقدرة مبررا كاف لتسليم اوطاننا ثانية وثالثة ولمن كانوا سببا في تخلفنا حضاريا وثقافيا وتنمويا وانسانيا ؟ نعم الجنرال فرانكو كان طاغية اسبانيا كما ورائد نهضة كوريا الجنوبية والصين وتركيا وفرنسا لم يأتوا من صناديق الاقتراع وانما من ثكنات الجيش .

ليكن الامر على هذا المنحى ، فعلى صحته اعده استثناء ونادر يصعب تعميمه كنموذج ، فما يحدث الآن في مصر واليمن وسوريا وليبيا والجزائر والسودان لا يبعث على الاطمئنان ، الواقع اننا تجاه مرحلة تاريخية وسياسية مختلفة كليا في ادواتها وافكارها وتحدياتها ، ولأنها مختلفة نظريا وفعليا وموضوعيا فلا ينفع معها تلكم الادوات القديمة أيا كان شكلها ومبررها ونوعها .

ولأن مصر مؤثرة وفاعله بالنسبة لمحيطها على الاقل ؛ فإنه لمن المؤلم رؤية مآل ثورتها وعلى هذه الصورة البائسة التي بكل تأكيد سيكون انعكاسها كبيرا وعميقا على عموم الثورات العربية .فالحالة لا تشيء بغير الطغيان العسكري العائد بقوة ومن خلال صندوق الانتخاب وهنا مكمن المأساة .

فبدلا من يكون انتخاب اول رئيس مدني فاتحة لعهد ديمقراطي وثورة يناير مبتدأ لدولة مدنية صارا الحدثان استهلاله لعودة جمهوريات العسكر وطريقة للانقضاض على ثورات الحاضر وتحدياته ومطالبه .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء