عبارة تفيض رقة و حبا و جمالا، لكنها قوبلت بممارسة إجرامية تطفح بالقسوة و الكراهية و القبح !
ذلك ما حدث في يوم الجمعة في نيوزيلندا، و بمسجدين من مساجدها. أمام تلك الجريمة المروعة؛ سنكون أبعد ما نكون عن المنطق و الإنصاف لو عممنا الإجرام على كل معتنقي الدين الذي ينتمي إليه ذلك المجرم، و سنكون بعيدين بنفس القدر لو رحنا نشيطن المسيحية و نختلق لها مسميات توحي بالإرهاب، و تصمها بالعدوانية؛ كأن نقول المسيحية ( السياسية ) ثم نمضي خلف هذا العنوان الساتر لنوازع الكراهية، و خفايا الشيطنة المقصودة، و تصفية الحسابات، التي تضافر لتسويقها العقلية الاستعمارية أو الصليبية مع الممارسة الاستبدادية المحلية، التي انساقت ببلادة مركبة خلف الرغبة الصليبية تروج لشيطنة الإسلام و المسلمين.
حتى موقف ذلك النائب العنصري الاسترالي الذي امتدح الفعل الإجرامي، لن يجعلنا نعمم الشيطنة و توصيف تلك الشعوب جملة بالإرهاب، و لن نستدعي تصريحات جورج بوش الإبن سواء التي قالها يوما : إنها حرب صليبية إذن ! كما لن نستدعي قوله يوم أن زعم أن قيامه بشن الحرب على العراق ظلما و عدوانا كان بأمر و توجيه السيد المسيح !
أهلا أخي .. سنقولها و سنرددها لأبناء جلدتنا، ممن اتخذ من الشيطنة الاستعمارية للإسلام و المسلمين مطية و وسيلة يستقوي بها لتصفية الحسابات مع أهلهم و مجتمعاتهم و شعوبهم، و حتى تقربا لدوائر الاستعمار و دول الاستكبار و بتحريضها على أبناء جلدته و أمته.
أهلا أخي..سنقولها لشركائنا مهما بلغ إسفاف البعض في التجني، و اختلاق التهم و افتراء الموبقات، و نشر الكذب، و الدس الحقود، و ممارسة شيطنة أهلهم على مدار الساعة، متفرغين لهذه الممارسة إلى مستوى يتجاوز مجرد المناكفات، و المماحكات و إلى درجة الكذب الصراح، و الافتراءات البشعة.
صحيح أن هذا ( البعض) انصرفت أقلامه و تصريحاته فما عاد يفتح فمه ببنت شفه ضد الكهنوت الحوثي، و ما عاد يكتب حرفا واحدا ضد العدو المشترك الذي يسعى لإسقاط الثورة و الجمهورية..!!
و مع ذلك سنظل نردد - بكل ترفع عن الدنايا و الصغائر- أهلا أخي !