الوطن ليس ملكية خاصة

08 - سبتمبر - 2014 , الإثنين 05:02 مسائا
3504 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةسمية الفقيه ⇐ الوطن ليس ملكية خاصة

سمية الفقيه
ليس هناك ما هو أخطر على الأوطان من اعتقاد البعض أنها ملكية خاصة تخصهم فقط ولا تخص غيرهم فما يكون منهم إلا استعداء الغير ونبذهم وعدم التعايش معهم واستخدام كافة الأساليب التي هدفها إحراق الأخضر واليابس في سبيل الحفاظ على أطماع زائلة ,فما يكون من هذه الأوطان سوى بقائها تحت سعير الفتن والصراعات المتوالية دونما أن يعترف ويدرك هؤلاء أن الوطن يتسع للجميع ويحتوي الجميع شريطة أن تكون مصلحته فوق أي اعتبارات أخرى سواء طائفية أو مذهبية أو إيدلوجية أو غيرها.
ندرك جميعاً أن المرحلة الراهنة من تاريخ اليمن الحبيب مرحلة خطيرة بكل معنى الخطورة تجمعت فيها التعقيدات من كل حدب وصوب سواء من شمال الوطن و شرقه, جنوبه وغربه وصارت اليمن أكبر دولة في عدد أزماتها المعقدة والعصية عن الحل سواء أزمات اقتصادية أم سياسية أو اجتماعية أو أمنية.ويبدو أن التعقيدات التي ما زالت تتناسل في كل لحظة سببها تعامل الجميع مع أرض الوطن على أنه ملكية خاصة تخصه فقط به وليس ملكًا للجميع ويتسع للجميع بكل المشارب والثقافات والأفكار والجميع يجتمعون تحت سقف واحد وما وُجد الاختلاف إلا كي نصل لما هو صواب وليس لنصل لنقطة خلاف نتعثر فيها و نعجز عن تجاوزها.
ورغم كل ما يحدث من انهيار كبير تشهده البلاد بسبب الصراعات فإننا نستغرب إصرار البعض على بقاء الوضع على ما هو عليه من اقتتال وفوضى وهمجية لا هدف من وراءها سواء إضعاف الدولة والوصول لمرحلة اللادولة والفوضى وقتل بعضنا البعض كحيوانات الغابة ..فمازالوا يصرون على إشاعة الفتن وتأليب الناس وإغراق الواقع بالفوضى وإرباك المشهد السياسي أكثر دونما أن يحركهم وازع الانتماء لهذه الأرض التي مازالوا يخذلونها بعقولهم التي وقفت عند حدود المصلحة السياسية وما دون ذلك ليس له أي قيمة لديهم.
فإلى متى سيظل المواطن اليمني رهين الأزمات وكل من يعول عليهم حلها منهمكون في خلط الأوراق السياسية والحفاظ على مصالحهم فقط؟ إلى متى سيظل مهدداً بسجن التمزق وقد صار أسيرًا للتمزقات الداخلية في ظل تنامي المذهبية والجماعات الإرهابية وانتشارها بشكل مرعب ويومًا بعد آخر. صارت هذه الصراعات تسحق الجميع تحت رحاها وتمتد في الجسد اليمني بشكل يومي ولا هدف لها سوى تدمير كيان الوطن وكل مكوناته الأمنية خدمة لأجندات عميلة وطائفية جميعنا ندرك خطورتها على الحاضر والمستقبل .
للذين ما زالت تسوّل لهم نفوسهم الآسنة أن اليمن يدخل ضمن ممتلكاتهم نقول إن هذا الوطن الغالي ليس مِلْكًا شخصيًا لفرد ولا لحزب ولا لطائفة ولا لجماعة إرهابية بل هو ملك لشعب صابر ما زال يعاني حتى اللحظة من صلف المتغطرسين والظلمة و لم يرَ في حياته يومًا جميلًا ولن يسمح لأحد أن يهدد استقراره وأمن روحه الظامئة للكرامة والحياة .
لم يعد شعب اليمن قاصراً بل يعي جيدًا من يريد له الدمار ومن يريد له ولبلده الخير والأمان وبالتالي لابد لكل اليمنيين أن يقفوا حجر عثرة أمام كل من يريد الانهيار والدمار لليمن وكطوفان هادر قد يخرج كل محبي الوطن كي يجتثوا كل عابث و ناقم لا يستحق ثرى هذه الأرض الطاهرة التي مازال يعيث
فيها نارا..فاليمن ملك للجميع وليس ملكية خاصة لأحد..

سميه الفقيه كيف لمن هانت عليه بلده أن يطلب من الغير أن يكرمونها؟ سياسيو البلد لم يكرموا بلادهم التي ربتهم ،خذلوها مرات ومرات وضيّعوا كل الفرص المتاحة لتجنيب البلاد ويلات العداء وزمهرير الحروب وجحيم الموت واشتعال الحرائق. تركوها تحترق بنيران »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات