الإصلاح.. وكارثته القيادية

03 - نوفمبر - 2014 , الإثنين 05:49 مسائا
3484 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةد . عمـــار التام ⇐ الإصلاح.. وكارثته القيادية

د . عمـــار التام
أصيب الإصلاح بمصائب كثيرة ، ولكن مصيبته في قيادته تكاد تصل إلى مرتبة الكارثة ، فلم يتلقى الإصلاح طعنة إلا وكان لهذه القيادة دور فيها. فقد جعلوا الإصلاح كائنا مسخا في عالم السياسة ، جعلوه كائنا متقبلا للطعنات والإهانة ، صبغوا أنفسهم و التنظيم بذهنية المؤامرة التي خلقت أرضية لدى العقلية الإصلاحية تؤهل لقبول الإهانة والاستسلام للهزيمة .

هذه القيادة التي نفت عنا و عنها صفة الإيمان ، عندما جعلتنا مرة كرتا ومرة جعلتنا ألعوبة و مرة جعلتنا أضحوكة نلدغ من نفس الجحر وبنفس الأسلوب عشرات المرات.


الروح المتسلطة التي تسكن القيادة الاصلاحية المتكأة على البعد العقائدي الذي يضمن لها حق الطاعة و سماع الأوامر لتنفيذها جعلها تستبد مضفية على استبدادها هالة قدسية لتبقى بعيدة عن النقد و التغيير ، مما جعلها تهوى البروج العاجية التي أخذتها لتعيش بعيدة عن التنظيم وقياداته التنفيذية والوسطية ، فتجد كثير من قيادات الاطراف لم يلتقي بهذه القيادات حتى مرة ولم يراها تزور محافظتة ، فغابت القيادة الكاريزمية لتحضر القيادة الدينية المنغلقة المنكفأة على نفسها المتشبعة بروح التسلط المتكأة على البعد الديني .


هذه القيادة أسست الإصلاح وصاغت لائحته الداخلية التي تضمن حق التغيير في الأطر القيادية حين حددت أن شغر المنصب القيادي لا يتعدى دورتين انتخابيتين . لكن تم الاحتيال على ذلك بتغيير المناصب لنفس الاشخاص ، ولم نشهد تغييراً طوال 24 سنة الماضية ، والآن وبنفس الطريقة نرى تحايل على اقامة المؤتمر العام لخشيتهم من التغيير الذي سيطالهم.
ومن كارثية هذه القيادة أنها قضت على انجازات 50 عاما من النضال لهذا التنظيم ، و أجهضت الكثير من المشاريع الإصلاحية ، وقضت على التحالفات التي صاغها الاصلاحيون على مدى العقود الماضية . هذه القيادة جعلت من الإصلاح ملطشة لكل من هب ودب ؛ لأنها في لحظة تاريخية فارقة لم تكن على مستوى الحدث ، أو أنها لم تكن على قدر المسئولية.
فالطموح السياسي الشخصي المعدوم لدى هذه القيادات بسبب كبر السن واعياء المرض جعل الإصلاح يخسر الكثير . فالطموح السياسي الشخصي لقادة الكيانات السياسية متى غاب فإنه يعد بمثابة الجريمة السياسية في حق هذه التنظيمات والكيانات السياسية.


هذه القيادة كانت ولا زالت تقدم نفسها قبل الأحداث على أنها البطل الخارق المخلص ، ثم ما تلبث أن تقدم نفسها بعد الأحداث كقيادات تبريرية تبرر اخفاقاتها وفشلها بدعوى المؤامرة ، وليس من ثمة مؤامرت في السياسة ، بل هناك فقط خيوط وكروت ، وهم لا يلبثون يمسكون خيوطها بأيادي مرتجفة ، و يقضون على كروتها بسياساتهم الخرقاء.
أكتب ذلك.. ليس لي من دافع غير ذلك الألم الذي يعتصرني عندما أرى هذا العملاق النائم و المارد الذي لم يجد من يستدعيه .


أكتب متألما عندما أرى هذا التنظيم الكبير بعباقرتة وجهابذتة وفحولة و أصحاب الرأي والخبرة فيه خانعين و قياداتهم تقودهم من اخفاق إلى إخفاق ، ومن فشل إلى فشل ، دون أن تكلف نفسها هذه القيادة وتعتذر للتنظيم احتراماً له ، عوضا عن تقديم استقالاتها تقديرا لذاتها.. لكن بدلاً من ذلك نراهم الآن يتهربون من مسئولياتهم نتيجة الفشل والاخفاق ، ففي الفترة الأخيرة وبعد ردح من الزمن تمسكوا فيه بالمركزية الفجة وجدناهم فجأة يلجأون إلى اللامركزية ويعطون الأطراف صلاحيات واسعة للتهرب من الفشل الأخير الذي قادوا الحزب بكل اسف إليه.
الإصلاح الآن وفي هذه اللحظة التاريخية أمام خيارين '' اما ان يسقط قياداته الفاشله.. أو أن ينتظر حتى تسقطه هذه القيادات ''.


فنحن إما أن نتجدد وإلا فإننا سنتبدد ، فالجديد يقدم الجديد والقديم يكرر نفس السياسات ونفس الأساليب لتتكرر نفس الأخطاء.. فلا خوف من الجديد لأن الإصلاح عامر بأبناءه الكبار المؤهلين لقيادة دولة وليس فقط حزب..


هي رسالة من أحد أعضاء الإصلاح اتمنى أن يتم قراءتها بجدية بعيداً عن العصبية ، وأن يتم التفكير فيها جيدا ، وهي شذرات نقدية لنظرة تحتية من الداخل.

بقلم / عمار التام الداعي / الامم المتحدة ولايستطيع احد ان يرفض الدعوة ، المدعوين / الانقلابيون والحكومة الشرعية ، هدف المؤتمر/ تشاور على اساس المرجعيات الثلاث ( المبادرة الخليجية ، مخرجات الحوار الوطني ، القرارات الدولية وخصوصا 2216) النتائج »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء