رداع..حيث ظلم السياسة والجغرافيا

12 - نوفمبر - 2014 , الأربعاء 04:35 مسائا
3188 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةد . عمـــار التام ⇐ رداع..حيث ظلم السياسة والجغرافيا

د . عمـــار التام
إتصل بي أحد الزملاء الصحفيين ليأخذ بعض المعلومات مني عن الحرب الدائرة في رداع ، فكان من ضمن اسئلته.. '' كم عدد سكان رداع.. ؟ '' قلت له : قرابة 250 ألف مواطن ، صمت قليلا..! ، شعرت أنه غير مصدق لهذه المعلومة ، أعاد لي نفس السؤال بعدة أوجه ، و أنا أكرر له نفس الاجابة ، أدركت أنه يستفتي الشيخ قوقل وبعدها فاجأني قائلاً : رداع عدد سكانها كم وخمسين ألف مواطن فقط من وين جبت الباقي ... هنا تنهدت ، وقلت هذه مشكلتنا في رداع..
مشكلتنا أن المنظمات و الحكومات و المسئولين وصناع القرار والصحفيين يتعاملون مع سكان رداع على انهم كم وخمسين ألف كما ذكرت و رداع عدد سكانها 250 ألف . يتعاملون مع رداع على أنها مديرية ورداع عبارة عن منطقة تضم سبع مديريات هي '' رداع - العرش - صباح - الرياشية - الشرية - القريشية -ولد ربيع ''. يتعاملون معنا على أساس أننا قلة تمثل الشر في هذا الوطن ، فتجد أن رداع ظلت مقصية من جميع الحكومات المتعاقبة.
ونأخذ نصيبنا حتى في هذه الفترة المأساوية من تاريخ اليمن ، حيث بدأت الحرب في رداع و حكومة اليمن تعيش مرحلة برزخ التشكيل الحكومي بين حكومة آتية وأخرى ذاهبة ، ليكون نصيب رداع أن تقتل بصمت في ظل عدم وجود حتى بيان من أي وزارة أو إغاثة أو محاولة ايجاد حل للقضية. وتأتي حكومة بحاح ولن تلتفت إلى رداع طبعاً ، لأني أكاد أجزم أن بحاح لا يكاد يعرف في أي محافظة من المحافظات اليمنية تقع رداع . ولكن الأغرب من ذلك هو غياب حتى المنظمات الدولية و المنظمات المحلية والجمعيات الحقوقية حتى بالادانة لما يجري في رداع ، وكأن هناك اتفاق دولي على قتل الرداعيين بصمت..
اليوم رداع تغيب فيها الدولة بشكل نهائي ،و كأنها بعيدة عن الهم اليمني العام ، و هناك مهددات للنظام الاجتماعي القائم فيها ، حيث اصبح يترنح بسبب الانقسامات الحاصلة على الساحة والتي افرزت العديد من التجاذبات التي وسعت الشرخ الخلافي و اججته و غذته لتضمن استمرار نزيفه خلال السنوات القادمة بخلق المزيد من المشاكل الثأرية التي ستعصف بالمنطقة لعقود قادمة مالم يتم تلافي الوضع لأنه لازال في الأمر متسع..
وهنا أسطر مقترح بسيط يمكن أن يكون نواة لمبادرة لو تبناها البعض من اصحاب الرأي وأصحاب النفوذ والقريبين من صناعة القرار وبضغط عام لآتت أكلها.. والمقترح قائم على تأسيس لجان محلية لحماية المنطقة و بدعم واشراف من وزارة الدفاع ، تشترك في هذه اللجان كل قرى المنطقة ، و تقوم بالحماية وتسيير الحياة حتى تطبيع الحياة فيها ليتم تسليمها تدريجيا للدولة خلال مدة زمنية محدده يتم الاتفاق عليها ، ويقابل ذلك خروج كل المسلحين أيا كانوا ومن أي طرف والذين لا ينتمون إلى المنطقة ، ويتم تشكيل لجنة لحرص الاضرار والقيام بالتعويض المباشر وحل الخلافات القائمة بين اطراف النزاع في اسرع وقت.
هذه المبادرة والقيام بالوساطة الوقت الآن مهيأ لها ، وكلما تحتاج له هو الرجال الذين سيأخذون على عاتقهم القيام بهذا الشرف العظيم. مالم فإن مؤشرات الوضع لا تبشر بخير ، والحرب ستطال الكثيرين وستتوسع دائرتها ..

بقلم / عمار التام الداعي / الامم المتحدة ولايستطيع احد ان يرفض الدعوة ، المدعوين / الانقلابيون والحكومة الشرعية ، هدف المؤتمر/ تشاور على اساس المرجعيات الثلاث ( المبادرة الخليجية ، مخرجات الحوار الوطني ، القرارات الدولية وخصوصا 2216) النتائج »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء