من هو الجاني إذا ؟؟

26 - فبراير - 2014 , الأربعاء 06:22 صباحا
3582 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةسمية الفقيه ⇐ من هو الجاني إذا ؟؟

سمية الفقيه
وصلنا لمرحلة كل ما فيها شكوى وتشاكي والكل يشتكي ولم نعد نعرف من هو الجاني وتركنا العمل وما ينفع الناس والوطن وانتهجنا النحيب ورص الكلمات وحاصرنا الوطن بين قاب قوسين أو أدنى من الكلمات والعبارات لا بالأفعال.. مبدعون صرنا في رص الكلمات في مصفوفات ومتواليات لفظية مهولة, كلامنا صار كثيراً جداً وفعلنا شحيح, كتب مجلدات صحف مواقع و مؤتمرات ندوات تحالفات أحزان وميكرفونات و فعاليات ومشاركات قنوات وكله خواء بينما الواقع خراب ورماد ومدن جرداء وطرقات ميتة مؤسسات خاوية ومكاتب فارغة, إنجازات منفية وواقع مثقل بالخيبات وشعب يلوك الكلام كي يواسي نفسه ويتأكد إن كان لا يزال قادراً على البوح لمجرد تنفيس الكرب وفي قرارة نفسه على يقين أن كلامه لن يودي أو يجيب.. فلماذا صرنا ماهرون لهذا الحد برص الكلمات دونما فعل إيجابي يعود على البلد بالفائدة والبناء؟ من جعلنا لهذا الحد ثرثارون درجة الغثيان؟ ما الذي أستفاده الواقع الحياتي والأزماتي من حروف مفرغة من محتواها ومن منجزاتها؟ صرنا ماهرون في الشكوى فقط.. ففي كل بلاد الدنيا تتنوع الفنون وعندنا نتنوع في الشكوى, خبراء شكوى وعويل ونواح , نشتكي ونحن سبب رئيسي لهذه الشكوى.. نقول لا يوجد أمن وأمان ونحن من نحمل السلاح ونقرح ونقتل على أتفه الأسباب ونغضب لأحقر المسببات, نشتكي من زحام طرقات وسيارات وسير ونحن لا تحترم لا رجل مرور ولا تنبع تعليمات مرور , نشتكي أن شوارعنا متسخة ونحن من نرمي كل نتن إلى أقرب رصيف, نشتكي أن تعليمنا فاشل ونحن من نفشله بالعبث وعدم الالتزام وجعل الفكر آخر اهتماماتنا ولم نسأل أين دورنا في خدمته وماذا فعلنا للتحسين منه؟ فالأب عمره ما تابع ابنه في المدرسة والمعلم يجيد التباكي على حقوقه مقابل إخفاقه في أداء واجبه, ومكاتب التربية تغوص في الانتهازية ونتف ريش الضعفاء وفي الأخير نتشاكا ونتباكا على تدهوره ونريد أن ينصلح حالة هكذا بقدرة قادر وبخاتم سليمان.. نشتكي مكاتبنا الحكومية كلها فساد ونحن نتسابق مَنْ سيعطي المسؤول الفلاني رشوة أكثر والموظف الفلتاني حق قات أغلى, حتى على مستوى الممرض والعسكري, و الصحة والقضاء يسيران أيضاً بنفس المنطق العقيم وموظف المرافق الحكومية يشكي أنها سائبة ولا يوجد دوام أو نظام وهو أساساً يتأخر ويأتي منتصف الدوام ليداوم على مكتبه الذي لا يجلس عليه سوى دقائق معدود تكون كأنها جمر على قلبه تجعله يضطر للخروج بسرعة البرق. إذاً إن كان كل مواطن وكموظف مقتنع بنفس منطق التسيب هذا ومقتنع بمنطق الشكوى وبمنطق الضحية ويبحث له عن جانٍ ولا في واحد مننا مصلي على النبي إلا من رحم ربي فمن الذي سيلتزم يا ترى, ومن أين نخترع أناس غيرهم وغيرنا أكثر أمانة على وطننا؟ ومن أين نأتي بأناس يحبون أعمالهم وما يعملون؟ إن اقتنعنا بصدق وبقناعة حقيقية أن كل شيء هو مسؤولية جماعية علينا أن نتحملها بنوع من الوعي والرغبة الحقيقية, إننا في قرارة أنفسنا نريد أن نبني ونغير ضحل واقعنا هذا الراكد فصدقوني سنغير الكثير وسننهض بواقع رث وصدئ ظل يراوح مكانه ويشدنا بقوة إلى قاع القاع بفضل عقول صدأة مازالت على يقين أن الغير هم السبب وأنها مجني عليها في حين أننا جميعاً جناة في حق وطننا وهو الوحيد الضحية في كل ما يحدث حتى اللحظة.. فدعونا ولو قليلاً نعترف أننا جميعاً السبب ونكفر بالشكوى قليلاً وننتقل للعمل الحقيقي لإيجاد الحلول حتى نعدل قليلاً من الاعوجاج.. بوح حرف: يا لوجع الذاكرة حين تعتصر فينسكب منها أنين السنين الماضية يا لبؤس اللحظة حين تولد من ركامات الأمس وقشور الفتات العاثرة يا لأسى الحاضر حينما يتلون فينا بآلاف العبارات النائية.

سميه الفقيه كيف لمن هانت عليه بلده أن يطلب من الغير أن يكرمونها؟ سياسيو البلد لم يكرموا بلادهم التي ربتهم ،خذلوها مرات ومرات وضيّعوا كل الفرص المتاحة لتجنيب البلاد ويلات العداء وزمهرير الحروب وجحيم الموت واشتعال الحرائق. تركوها تحترق بنيران »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات