الأسـرة والمـدرسة يـُـكمِـلان بعـضاً.. ولهمـا دور كبير في خلـق جيـل قــادر على العطـاء واثـق من نفسه.. التربية قبل التعليم..!!

22 - فبراير - 2014 , السبت 07:45 صباحا
2786 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ الأسـرة والمـدرسة يـُـكمِـلان بعـضاً.. ولهمـا دور كبير في خلـق جيـل قــادر على العطـاء واثـق من نفسه.. التربية قبل التعليم..!!

الضالع نيوز-غيداء المليكي

gمـن واجبـات المـربيـن على اختـلاف أهـوائهـم بنـاء ثقـة الطفـل الناشئ بنفسه وتهيئته عقليـاً وعاطفيـاً، لاستقبـال كل ما يفيـده بـروح متطلعـة، دون لجلجلـة أو خـوف، وحيـن نحقـق هــذا في تربيـة النـاشئـة، نـكــون بـذلك قـد حقـقنـا إنجـازاً مهمـاً يعـود بـالنـفـع على الطفـل مـدى حيـاتـه، وإذا حقـق الطفـل هـذا في نفسه وذاته، انعكس التـأثيـر على شخصيتـه الفـاعلـة في الحيـاة، وانعـكـس أيضاً على مجتمـعــه وأمتـه.سلوكيات خاطئة
يعاني بعض الأطفـال من الشعـور بالنقص، ومن مظـاهر ضعف الثقـة بالنفس التـردد، والخجل، وعـدم القدرة على الاستقلال، كما تظهر على الطفل ضعيف الثقة بالنفس علامات الاستهتار والتهاون وسـوء السلـوك، ينشأ هذا حسب توصيف الدكتور عبد الله نعمان (أستاذ في علم النفس) نتيجة لضعف الروح الاستقلالية عند الطفل، والشعور بالعجز والنقص، حيث يرى أن جميع أفعاله تسير بشكل خاطئ، ويرى أنه أقل من الآخرين، وأنه غير محبوب من قبلهم.
- ويضيف: من الخطأ أن يعقد الوالـدان أو الكبـار والمحيطـون بالأطفال المقـارنات والموازنات الجـائرة بين طفـل وآخـر، لأنها غالباً ما تـؤدي إلى عواقب وخيمة ونتـائج سيئـة، حيث تسبب تثبيط همته وتضاؤل عزيمتـه، ونـادراً ما تـؤدي هذه المـوازنات إلى نتائج إيجابيـة في صالح الطفل.
احتقار الذات
من جانبه الأستاذ وديع الحيدري (تربوي قديم) أضـاف إلى الأسباب السابقة أسباباً أخرى، مـؤكـداً أن كثرة النقـد وعـدم الاستحسان يولـدان الإحباط، ويؤديـان إلى شعـور الطفل بعدم الجرأة واليأس، وتدفعـه ليقـول في نفسه: (ما جـدوى المحاولة)، وفي كثير من الأحيان يقـلّد الأطفال آباءهم في احتقارهم لذواتهم، فالآبـاء يعلنون إحبـاطهم وفشلهم وسـوء حظهم أمـام الطفل، فتنتقل عدوى احتقار الذات لديهم.
- يضيف: يخطئ الوالـدان في التدخل المستمر في شؤون الطفل كافـة بمناسبة وغير مناسبة، اختيار اللعب، الكتب، الملابس، الأصدقاء، الطعام الذي يأكله وغيره، كما أن الحماية الزائدة التي يمارسها الوالدان مع الطفل، مما يجعله يشبّ معتمداً على غيره جباناً خائفاً لا يؤدي عملاً بنفسه ولو كان قليلاً، وبعض الآباء يظلم أطفاله حين يتوقع منهم الكمال الزائد، فيتوقعون كل جوانب القوة التي يبتغونها وتكون النتيجة أن يشعر الطفل أنه غير مـؤهل وغير قادر على تلبية رغبات وتوقعـات أهله، كما أن الإسراف في العقاب والتسلط، يشعر الأطفال بأنهم غير جديـرين بالاعتبـار.
شخصية مستقلة
أمام تلك المسببات الصادمة، ثمة حلول ناجعة يوصي عدد من المهتمين بها، فهذه الدكتورة عفاف سلطان باحثة متخصصة في هذا الشأن، تؤكد على ضرورة مراعاة مبدأ الفروق الفردية بين الأطفال، وأن لا نقيم الموازنات بين الأطفال، متجاهلين أن لكل طفل شخصيته وقدراته، وإن كان ولا بد فينبغي أن تكون الموازنة بين الطفل ونفسه، فمثلاً قام بعمل حسن هذا اليوم، نقارن فعله اليوم ونبرز له الإيجابيات التي عملها ونقارنها مع فعل سلبي سبق أن قام به ليتبين الفرق، وكذلك على صعيد الدراسة كأن نقول إن مستواك هذا العام أفضل بكثير من العام الماضي، وهكذا، وإذا كان الطفل من ذوي الحاجات الخاصة فلا يجوز أن نعطف عليه عطفـاً زائداً، لأن ذلك يجعلـه يركـز انتباهه على مشكلتـه ويشعر بالنقص، وكذلك لا ينبغي أن نسخـر منه.
- كما تطلب من الوالدان أن يتركـا شيئاً من الحرية للطفـل يتصرف من خلالها، ويـدرك ذاته حتـى لو أخطأ، ولا نتدخل في كل صغيرة وكبيرة لكي يشعر باستقلال شخصيته وفهم ذاته.
القـدوة الحسنـة
من جهته استشعر الشيخ عبد اللطيف الدميني الموروث الديني الأصيل كعلاج ناجع لهكذا إشكالاً، طالباً من الجميع الاقـتداء بمنهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مذكراً بقصته مع الصحابي أنس بن مالك (رضي الله عنه) الذي خدم النبي (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين متوالية، وما كان يقول له لشيء فعلته لِمَ فعلته، ولشيء لم يفعله لِمَ لم تفعله.
- وأضاف: ينبغي التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل، فإذا أخفـق في مـادة فينبغي أن نذكـره ونثني عليـه في تفـوقه في مـادة أخـرى، والإكثار من الاستحسان والتقدير والتشجيع، فإن ذلك يسهم في التحسن التدريجي في إحساسه بقيمة نفسه، وألا نبخل عليه بعبارات الثناء تعليقاً على أعماله الطيبة، كما ينبغي رفع الروح المعنوية للطفل عن طريق تزويده بخبرات هادفة، مثل أن نشركه في عمل خيري أو أعمال تطوعية على قدر طاقته، أو يمـارس رياضة أو هـواية معينة، مذكراً بأن الطفل يحتاج إلى تقدير واحترام الكبار المحيطين به عندما يسلك سلوكاً جيداً، والطفل بحاجة أيضاً إلى أن تكون له مكانته وسط مجتمع الكبار، والرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما كان يمر على الأطفال، فيلقي عليهم تحية الإسلام، كما يسلم على الكبار.
الثقة بالنفس
وفي ذات السياق يقول حلمي هزاع باحث متخصص في شؤون الطفل: إن الأساليب المثلى في التعامـل مع الطفـل أراها في الصدق وإعطاءه صورة عن حيـاة الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله المثال والقـدوة الحسنة في التعامل، كذلك بأن يكـون الأبوين قـدوة حسنة لأبنائهم مع إعطاء الطفل فرصة لإتقان عمله وتزويده بالمعلومـات الصحيحة والإجابة على كل أسئلته مهما كانت محرجة، لأن الطفل يفقد ثقته بنفسه في حال عدم اهتمام الوالدين به، وعدم تشجيعه وشتمه وتوبيخه وزجره دائماً، وعندما يرى في والـديه كل الأمور السيئة من عراك وانفعال ووعود كاذبة ومعاقبته لأتفه الأسباب.
- ويضيف: إن للأسرة والمدرسة دوراً كبيراً في خلق أجيال واثقة من نفسها قـادرة على العطاء، حيث إن للثقة بالنفس أثراً عجيباً في حيـاة الأطفال إذ إن الأطفال الذين يثقون بأنفسهم يجذبون انتباه الناس بنسبة كبيـرة، ويتقدمون في دراستهم بصورة سريعة، ويبدو أن النجاح يأتي إليهم بشكل طبيعي.
مســؤوليـــة
تبقى الأسرة هي المؤسسة التـربوية الأولى والتي تعد من أهم النظم الاجتماعية التي أنشأها الإنسـان، والتي تقدم الفرد لجميع مؤسسات المجتمع ونظمه الاجتماعية، وتضع الجـذور الأولى لشخصية الفـرد، كما أنـه مـن خـلال عملية التفاعل الأسري يتعلّم الطفل الأنماط السلوكية المتعارف عليها، وأسس الدور الاجتماعي ومتطلباته، وتوقعات الآخرين منه في المواقف المختلفة.
من هذا المنطلق يطلب أستاذ علم الاجتماع الدكتو كمال الشرعبي من الأسرة والوالدين خصوصاً أن يوسعوا المجال في تعليم الطفـل العديد من الأدوار التي تهيئته للقيام بأدواره الاجتماعية في المستقبل، لأنهم يسهمـون في تحـديد نمط الشخصيـة من خـلال القيم التي تكتسب وترسخ في السنوات الأولى من حياة الطفل، مضيفاً أن النمو الفكري والعاطفي يرتبط بالإحساس بالمسؤولية، فوجـود واجبـات محـددة على الطفل أن يقوم بها وتحمله لبعض المسؤوليات في حياته اليومية، يعطيه الإحساس بالثقة بالنفس والقدرة على الاستقلالية في المستقبل.
ثروة الوطن
وأضاف الشرعبي: نظراً لمرور المجتمعات الحديثة بالعديد من التغيّرات السريعـة، نجـد أن الشباب أصبح يتطلع إلى الاستقلال والحـرية في التعبير عن آرائهم، وعـدم التقيـد بآراء الوالدين ومخالفتها أحيانـاً، مما يدعـو الوالدين للشك في سلوكيات أبنائهم، لعدم امتثالهم لأوامرهم، لافتاً إلى أن الابن والابنـة في حـاجة إلى التوجيـه والإرشاد في كـافة مراحل النمـو، لأن لكل مرحلة عمرية أساليب مناسبة وخاصة تتناسب مع ما يمر به، بعيداً عن ما يحرجهم أو يجرح مشاعرهم وحتى لا يولد لديهم ردة فعل، مشدداً على أن متابعـة الأبنـاء في مختلف مراحـل حياتهم أمر ضروري، وهي لا تعني عـدم الثقة وإنما تأتي معزّزة لها، ويبقى دور الوالـدين كبيراً ومـؤثراً في بناء شخصية الأبنـاء متى تجاوزوا تلك السلبيات المحبطـة، مـع الأخـذ بكـل وسيلة وسبب يعمـل على تعـزيز إيجابياتهم والتغلب على سلبياتهم، لينشأ الأبناء مواطنين صالحين مؤهلين لخدمـة دينهم ووطنهم، كما أنه لا ينبغي الحكـم على الأبناء من خلال المظهر الخارجي من طريقة اللبس ومواكبتهم لآخر صيحات الموضـة وقصـات الشعـر ونحـوها، فهذا يحدث كنتيجة حتمية للاتصال الثقافي وتقارب الحضارات والعولمة، ولا يعني الحكم عليهم من مظاهرهم، فكم من مواقف مشرّفة تطالعنا بها الصحف لشبابنا تـدل على أنهم ثـروة للوطن، لذا دعـونا لا نحكم عليهم أحكاماً مجحفة، ومراعاة ما يحيط بهم من إغراءات.
- ويختم الشرعبي حديثه بأن الدنيا فرص ويجب على الآباء والأمهات ألا يحكموا على الأبنـاء بالجرم من غلطـة واحـدة، وأن نتذكر أننا نحـن الآباء بشر نخطئ، ويجب علينا أن نتسامـح مع أبنائنا ونعطيهم الفرصـة لتصحيح أخطـائهم في الحيـاة، وبعض الأساليب المثلى في التعامل مع الطفل لتنمية ثقته بنفسه يمكن أن نلمسها عبر تنمية إحساس الطفل بالاستقلالية وتشجيعه على ذلك منـذ الصغر، وكذلك الحوار والتواصل الفعّـال والاستماع للأبناء والتلاميـذ يساعد الطفـل على التعبير عن مشاعره وإحساساته ومشكلاته.

الضالع نيوز-عدن واصلت العملة الوطنية تراجعها المتسارع مسجلة يوم الأحد، أدنى قيمة لها أمام العملات الأجنبية. وقال مصدر مصرفي، "، إن سعر صرف الدولار الأمريكي، بلغ في تعاملات مساء الأحد، 1732 ريالا في عملية البيع، و1720 ريالا في عملية الشراء، وذلك بفارق 5 ريالات عن سعر صرف يوم أمس السبت. وأضاف تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء