الجيش وحملات التشويه الممنهجة.. هل فهم اليمنيون الدرس؟

24 - يونيو - 2019 , الإثنين 08:22 صباحا
1278 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ الجيش وحملات التشويه الممنهجة.. هل فهم اليمنيون الدرس؟

الضالع نيوز/متابعات

"هذا ليس الجيش الذي سينتصر على مليشيا الحوثي فلا تراهنوا عليه كثيراً".

هذه الرسالة هي ما يحاول الحوثي وإيران ومن يعادونهم في العلن ويعملون لحسابهم بطرق ملتوية، تأكيدها لليمنيين وطرقها على مسامعهم بشكل متواصل، من خلال حملات التشويه واستهداف الجيش الوطني. يخافون من الجيش، ويعلمون أنه بات صمام أمان اليمن الذي لم يعد ممكنا بدونه القضاء على مليشيات الحوثي ودرء الخطر عن الوطن. فيسعون للتقليل من أهميته وقدراته وانتصاراته وبطولاته، وحين لا يلمسون أثرا لكلامهم، يلجأون لأرشيف حملات الماضي وترديد عبارات من قبيل: هذا ليس جيش وطنيا بل مليشيا قبلية وحزبية، ويكتفون بما يمكن أن يحدثه هذا الكلام من ضجيج، كما لو أنهم يعملون وفق قاعدة: يجب أن يكون هناك ضجيج مفتعل كي لا يتوجه غضب اليمنيين وجهودهم نحو الحوثي ومليشياته. سابقا تطلب الأمر 3 سنوات حرب وخراب ليقتنع بعض اليمنيين بأن التآمر لإسقاط اللواء 310 في عمران كان الفخ الذي مهد لسقوط بقية معسكرات الجيش اليمني.

3 أعوام ومعها آلاف الضحايا من الجميع لنفهم بأن التفريط بحياة العميد حميد القشيبي رحمه الله وجنوده، لم يكن سوى مقدمة للتفريط بالمئات من ضباط الجيش بما في ذلك صالح، حيث ما كان لأحد أن يسلم من غدر الشرذمة الإمامية ومليشياتها الحوثية.


أرادوا للجيش اليمني أن يتخلى عن أجزاء منه، وأن يواجه بعضه بعضا، بدلا من مواجهة صراع وجودي يخص الجميع، ويريد أن يتحكم حتى بمصائر الأحفاد.

آنذاك أشاعوا أن اللواء 310 مجرد مليشيات للإصلاح والقبائل وشنوا عليه أعتى الحملات الإعلامية والعسكرية حتى أسقطوه، لكن ما الذي جرى بعدها؟ لقد مهد سقوطه لاستيلاء الحوثي على صنعاء وعدة محافظات ومعسكرات والانقلاب على الشرعية. كانت إيران تدرك جيدا أنه يستحيل استكمال السيطرة على العاصمة صنعاء دون اغتيال أو إزاحة الفريق علي محسن صالح والقضاء على الفرقة الأولى مدرع..

إذ الفريق محسن بالنسبة لها هو العدو الأول والأكبر داخل الجيش والدولة اليمنية، ليس من الحروب الست بل من سنوات طويلة.

ولذلك حاولوا اغتياله أكثر من مرة، واستمات الحوثي وإيران وأدواتهم هنا وهناك في تصويره كخطر على الداخل والخارج، وكعدو للمؤتمر وصالح، وعدو للجنوبيين والحراك، وعدو لليساريين وللقوميين، وعدو للشباب والمدنية..وعدوا للجميع. غير أن ركام 3 سنوات من الحرب أبرز الحقيقة كمانشيت عريض على واجهة صحيفة يومية: الفريق محسن عدو للحوثي ومشروع إيران، ولا عداوة له مع سواهما.

ذلك ما أكدته الأحداث التي تلت سقوط الفرقة الأولى لمن وقعوا ضحية للتضليل..فبسقوطها تهاوت جميع الأكاذيب الملفقة ضدها، وسقطت اليمن في يد إيران، وخرج ملالي طهران منتشين يعلنون للعالم عن سقوط العاصمة العربية الرابعة بأيديهم. وقد نجم عن سقوطها والانقلاب على الشرعية آلاف القتلى وآلاف المصابين وآلاف المعاقين وآلاف المعتقلين، وبات عشرات الآلاف من المواطنين لاجئين ومشردين داخل اليمن وخارجها.


قبل احتلال صنعاء كانوا يريدون صرف الأنظار عن الخطر الحوثي الفعلي الذي كان يطرق أبوابها صنعاء، وتتجه الأنظار نحو الفريق محسن والفرقة الأولى كخطر أكبر.

ولأجل ذلك عملوا كثيرا على إثارة المخاوف منه ولفقوا له تهم الارتباط بالإخوان والإرهاب، ووصفوا المعسكرات التي يقودها بالتمرد، وقالوا عنها "جيش الإخوان ومليشيا القبائل" وأنها قد تنقلب على الشرعية وتخطف الدولة في أي وقت.

فعلوا ذلك في حين ردد الحوثيون أنهم سيدخلوا صنعاء للقضاء على علي محسن وتحويل معسكر الفرقة إلى حديقة للأطفال، وكان على إعلام مهمة التقليل من خطرهم أن يكمل الجملة "ثم يعودوا أدراجهم إلى صعدة". لم يعودوا أدراجهم بل أسقطوا الدولة وأحتلوا مؤسساتها، واستمروا في إسقاط المحافظات واحدة تلو الأخرى حتى وصلوا إلى قصر المعاشيق بعدن، وظهر على الإعلام أحد قياداتهم الميدانية متبجحا يتوعد بأنهم سيواصلوا "غادي الله بغادي حتى يوصلوا إلى قصر الملك سلمان" فيما قال ثاني أنهم "سيحجون إلى مكة في ذلك العام بالبنادق". حينذاك رددت الأصوات المضللة بأن دخول الحوثي صنعاء وتصفية الفرقة الأولى لن يتضرر منه سوى الفريق محسن وفئة قليلة ومحدودة، كما أنه لن يؤثر على الدولة وباقي معسكرات الجيش. وحين تم لهم ذلك كانت الحقيقة أن: الفريق علي محسن لم يدفع الثمن وحده بل دفعناه جميعا. لم تسقط الفرقة الأولى بمفردها بل سقطت معسكرات الجيش تباعا.

لم تسقط صنعاء دونما سواها، بل ذمار وإب وعدن ولحج وأبين ومعظم المحافظات. لم يقتل الحوثي من ضباط وجنود الفرقة فقط، بل من القوات الخاصة وقاعدة العند وجبل حديد والمنطقة المركزية والرابعة والأولى، وعاد ليكمل في السواد وريمة حميد.

نسينا أن الحوثي ومخلفات الإمامة عدو للجميع، لا لعلي محسن وجنوده فقط، وحتى أولئك الذين خلعوا الزي العسكري وانضموا لمليشياته لإسقاط اللواء 310 ومعسكر الفرقة قتلوهم ونكلوا بهم.

يحدث كل هذا، ويحدث أن تستمر حملة الإساءة للجيش الوطني بعناوين على هذا النحو "نائب الرئيس اليمني يؤسس جيشا طائفياً، علي محسن.. من الفرقة الأولى مدرع إلى جيش الإخوان".

ما الذي يريده مثل هذا الإعلام؟ حين رددوا هذه الأكاذيب في السابق كانت النتيجة ما ترون، فما الذي يريدونه بتكرارها اليوم غير خدمة الحوثي وإيران. لا أحد يسيء ويغدر بالجيش الذي يحميه، وحتى أوباما الديمقراطي عارض نشر صور تجاوزات الجيش الأميركي بحق معتقلين في العراق رغم بشاعة تلك التجاوزات.

لا يمكن لليمنيين أن يفرطوا بالجيش الوطني ثانية، فما زالت النتائج المفزعة لتخليهم عن اللواء 310 ومعسكرات المنطقة الشمالية حاضرة بقوة في الأذهان والواقع.

فقد كان الدرس الذي تعلمه اليمنيون بأغلى الثمن هو أن التفريط بالجيش الذي يحمي البلاد، تفريط بالنفس والوطن والحرية والكرامة.. وبكل غالي ونفيس.

ولعل أكثر الأسئلة التي نهرب من مواجهتها ونحن نتجرع مرارة الحرب هو هذا: ماذا لو بقي اللواء العسكري 310 والفرقة وساندناهم جميعا لدحر المليشيات؟ لا أعتقد أن أحدا سيعطي اليوم إجابة مغايرة عن الآتي: لو لم يسقط معسكر عمران والفرقة لبقيت الدولة وصنعاء واليمن وبقي الجميع سالما، ولما خضنا هذه الحرب الطويلة ودفعنا هذا الثمن المكلف. دائما ما تعلي الدول والشعوب من شأن جيوشها ومن مكانتها وتقديرها، وتلزم المواطنين بالانخراط لعامين في صفوفها كفترة إلزامية ليشعروا بالانتماء إليها.

أما أبطال الجيش وشهدائه فيخلدون في الذاكرة الوطنية كرموز ملهمة في الشجاعة والتضحية، ولا تجد من يستسهل الإساءة لهم كما حدث مثلا في 2017م مع العميد حميد التويتي قائد اللواء 29 الذي تعرض لحملة تشويه شرسة قبيل استشهاده بأيام، ليس من أدوات إيران بل من ذوي النوايا الحسنة، استنادا لمزاعم وتلفيقات كاذبة.

كانت الحملة مستعرة وكان العميد التويتي يتنقل من موقع إلى موقع في فرضة نهم غير عابيء بالحملة ورصاص الحوثي فاستشهد بنيران قناص وهو في المواقع الأمامية. استمرت الحملة وكانت تنتقل من موقع إلى موقع إلكتروني ولم يلجمها إلا دم العميد التويتي بعد أن سمع منفذوها عن استشهاده.

غالبا لن يجد الحوثي من يقدم له خدمة أفضل من الخدمة التي يقدمها أمثال هؤلاء الذين يصدقون من أول منشور وأول خبر ولا يدققون في مدى صحتها واستنادها للحقائق.

الجيش الوطني هو صمام أمان اليمن، وغيابه أو إضعافه لا يعني سوى تسليم المحافظات المحررة للحوثي والتنكيل بمواطنيها واكتمال أهم محاور المشروع الإيراني التوسعي، فإيران تنتظر مثل هذه اللحظة ل "رفع سقف المطالبات للمعارضة الشيعية في بعض الدول مثل البحرين والسعودية إلى أقصى حد وفرض معادلة جديدة تفضي بتحريم الحوار، والاستمرار بالعصيان المدني، وتوسيع دائرة الثورة لتشمل الشيعة في الخليج كله" وفقا لتأكيد ولي نصر عضو مجلس السياسات الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية في كتابه "صحوة الشيعة".

لكل الجيوش أهمية كبيرة وثابتة، غير أن الجيش اليمني يكتسب أهمية استثنائية بالنظر إلى موقعه من ساحة المعركة التي تجعل منه رأس الحربة في مواجهة المخططات الإيرانية التوسعية الدموية التي تحمل معها روح انتقامية من كل العرب.

وإذا كان العراق بنظامه السابق هو البوابة الشرقية للعرب، فإن اليمن بجيشها الوطني هي البوابة الجنوبية الحامية للمنطقة العربية من الأطماع الإيرانية.

تدرك إيران هذا جيدا، وفي حين أنها تخوض مغامرات دموية وموتورة في أكثر من بلد عربي، فإنها تعطي اليمن اهتماما لافتا ومميزا وخاصة في المرحلة الأخيرة.

وما استهداف الحوثيين لمطارات المملكة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة مؤخرا بدقة وبذلك الشكل المكثف إلا انعكاس لذلك الاهتمام، ودليل على المخزون الكبير الذي بات يملكه الحوثي من تلك الأسلحة العابرة للحدود.


لقد وصل التبجح بملالي إيران وأذرعهم في المنطقة إلى حد أن يرسموا حدود الدول التي ينوون تأسيسها، وكأن سيطرتهم على المنطقة باتت وشيكة الحدوث، يقول "ولي نصر": إن بعض الأقليات الشيعية في المنطقة وإن كانت راغبة في إقامة الدولة الشيعية الكبرى، إلا أنها غير متفقة على حدود هذه الدولة والوسائل التي تحققها، فبعضهم ينادي بإقامة دولة البحرين الكبرى التي تضم البحرين وشرق السعودية وأجزاء من الإمارات والكويت". لا أحد سوى الجيش الوطني والتحالف العربي ووقوف الشعوب العربية خلفها، سيلجم هذه الأحلام الطامحة والمجنونة ويعيدها إلى السرداب وإلى تحت العمائم السوداء في طهران لتظل كما كانت مجرد أماني خائبة وحبيسة في أذهان الملالي لا تتجاوز أنوفهم.

الضالع نيوز-عدن واصلت العملة الوطنية تراجعها المتسارع مسجلة يوم الأحد، أدنى قيمة لها أمام العملات الأجنبية. وقال مصدر مصرفي، "، إن سعر صرف الدولار الأمريكي، بلغ في تعاملات مساء الأحد، 1732 ريالا في عملية البيع، و1720 ريالا في عملية الشراء، وذلك بفارق 5 ريالات عن سعر صرف يوم أمس السبت. وأضاف تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء